معرف الأخبار : 194907
تاريخ الإفراج : 10/20/2024 11:35:02 AM
الميدان والدبلوماسية من ساحل المتوسط ​​إلى الأهرامات الثلاثة

الميدان والدبلوماسية من ساحل المتوسط ​​إلى الأهرامات الثلاثة

لبنان وسوريا و السعودية وقطر والعراق وعمان والأردن وتركيا ومصر كانت الوجهات التسعة لكبير الدبلوماسيين الإيرانيين في الأسبوعين الماضيين.

نور نيوز - استضافت عواصم عدد من دول المنطقة وزير خارجية إيران، وذلك فيما تمرّ منطقة غرب آسيا بإحدى أكثر فتراتها حساسية.

حيث تعمل الجمهورية الاسلامية الايرانية وعبر اداة الدبلوماسية على مواجهة ووأد مغامرات الكيان الصهيوني الطائشة في المنطقة.

لبنان وسوريا و السعودية وقطر والعراق وعمان والأردن وتركيا ومصر كانت الوجهات التسعة لكبير الدبلوماسيين الإيرانيين في الأسبوعين الماضيين.

عراقجي اعلن في كل من هذه المحطات وقوف الجميع إلى جانب إيران في مواجهة دعاة الحرب من الكيان الصهيوني وعدم السماح بتعريض الأمن في المنطقة للخطر.

ثانياً: أي حكومة أو إقليم يستخدم اراضيه ومنشآته ضد إيران بأي شكل من الأشكال، أو يسمح للجانب المعادي باستخدامها، سيكون معادياً وهدفاً مشروعا بالنسبة لايران.

رسائل صريحة بلغة دبلوماسية رادعة تم الكشف عنها خلال جولة عراقجي في المنطقة، ويبدو أنها لاقت ترحيباً ودعماً من حكومات ودول المنطقة.

فخلال جولة عراقجي الى مصر، والتي جاءت بعد سنوات من برود في العلاقات بين طهران والقاهرة، وحرمان البلدين من فوائد التواصل مع بعضهما البعض لسنوات، ولكن يبدو أن وجود وزير خارجية إيران في القاهرة ولقائه مع كل من الرئيس المصري ووزير خارجيته هو بمثابة انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين، والتي تحتاجها المنطقة في الوقت العصيب الحالي أكثر من أي وقت مضى.

حيث وصف عراقجي لقاءه ومشاوراته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنها كانت صريحة ومباشرة وجادة للغاية بشأن الأوضاع في المنطقة، كما قيّمها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي بأنها مفيدة. وبحسب صحيفة المصري اليوم، فقد عارض الرئيس المصري أيضا توسيع نطاق الصراع في المنطقة، وأكد على ضرورة وقف تصعيد التوتر لتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، الأمر الذي ستكون له عواقب خطيرة على أمن دول وشعوب المنطقة.

ومن الناحية الجيوسياسية، فإن مصر هي طريق التواصل الوحيد مع غزة وفلسطين المحتلة، وتعتبر أهم دولة عربية خرجت من باب التطبيع مع الكيان الصهيوني. ومن ناحية أخرى، كانت هذه الدولة واحدة من أهم الجهات الفاعلة في ساحة المعركة في العام الماضي. وعلى الرغم من أن إيران تنتقد بعض تصرفات القاهرة في أزمة غزة، فإنها تعتقد أنه ينبغي لمصر أن تستخدم قدرتها على إنهاء مجازر الصهاينة في هذا المجال وألا تتردد في بذل كل جهد لمنع نشوب حرب إقليمية. إن فهم الدور والمسؤولية من جانب الرئيس السيسي، والذي تجلت بوادره في عقد عدة جولات من مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال، يمكن أن يصبح أكثر تأثيراً ويحمي أمن المنطقة من مغامرات تل أبيب الطائشة. ستكون مصر من أهم الدول في مستقبل غزة، ولا يمكن إعادة إعمار غزة إلا من خلال هذه الدولة حتى يتمكن أهل هذا القطاع من استئناف حياتهم.

ورغم عدم نشر معلومات أكثر تفصيلا عن المشاورات بين مسؤولي البلدين، ربما تكون إحدى النقاط الرئيسية في المناقشة الصريحة التي ذكرها عراقجي هي توجهات إيران فيما يتعلق بتعاون كل دولة من دول المنطقة مع الكيان الصهيوني في حال نشوب صراع محتمل مع إيران، وكذلك التأكيد على تسريع عملية وقف إطلاق النار في غزة. إن وجود وزير الخارجية الإيراني في مصر بعد عقود من العلاقات الباردة في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه اليوم، يمكن أن يحسن العلاقات بين هاتين الحضارتين ويحولهما إلى صديقين مقربين.

كما أن زيارة عراقجي لتركيا المحطة الأخيرة من الجولة الإقليمية لوزير الخارجية، رغم أنها كانت للمشاركة في باجتماع صيغة 3+3، إلا أن التواجد في أنقرة والتشاور مع وزير الخارجية التركي كان بمثابة اصطياد عصفورين بحجر واحد. وأكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الزيارة على مواصلة دور الوساطة الذي تقوم به في أزمة القوقاز بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا. حيث إن صيغة 3+3 هي صيغة تم تشكيلها بمبادرة إيران وتركيا وروسيا، وبمشاركة جمهورية أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، لتكون جزءا من الحل السلمي لحل الخلافات بين باكو ويريفان. المؤشّرة الثاني الهام لزيارة عراقجي إلى تركيا كان التشاور مع الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره التركي هاكان فيدان، حتى يتم إيصال موقف إيران من الأزمة الإقليمية إلى الجارة الشمالية الغربية لإيران.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية حول هذا اللقاء أن إيران وتركيا، باعتبارهما جارتين كبيرتين ومؤثرتين في المنطقة والعالم الإسلامي، تشتركان في الرأي حول التهديد الخطير الذي يشكله العدوان اللامحدود وجرائم الكيان الصهيوني على سوريا، وشددتا على أمن واستقرار المنطقة، وعلى ضرورة التحرك الدولي العاجل لوضع حد لقتل الأبرياء

وكانت الأردن وعمان والسعودية وقطر، جيران إيران على الحدود الزرقاء للبلاد، محور مشاورات مكثفة مباشرة وغير مباشرة، مفتوحة وخفية، في الشهر الماضي، وبذل الوسيطان التاريخيان عمان وقطر جهودا كبيرة في الأشهر الأخيرة لخفض التوترات، ونقلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقفها الواضحة إلى الدول الغربية والولايات المتحدة عبر الدوحة ومسقط. وفي جولات عراقجي الأخيرة، تم التعبير عن هذا الموقف بمزيد من الوضوح والتأكيد، وحذرت طهران جميع عواصم المنطقة، من عمان في الأردن إلى الرياض في السعودية، من الانخراط في أي عمل شرير للكيان الصهيوني ضد ايران، حيث أن ذلك سيؤثر على المستقبل السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي لهذه البلدان وسوف تواجه تهديدات خطيرة. ومن ناحية أخرى، نقلت هذه الرسالة إلى جيرانها بأن الوقوف في وجه رئيس وزراء الصهيوني يمكن أن ينقذ المنطقة من حرب رهيبة ويخلق سلاما دائما.

خروج عراقجي عن التقاليد ووصول الطائرة التي تقله إلى مطار بيروت، في حين كان الكيان الصهيوني قد أعلن منع دخول أي نوع من الطائرات إلى هذا المكان، كانت رسالة رسمية صدرت بعد ثلاثة أيام من سنوية عملية 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، كما أن زيارة محمد باقر قاليباف إلى بيروت وتواجد رئيس البرلمان الإيراني في أنقاض الضاحية بينما كانت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تجوب المنطقة، أكدت الرسالة بأن إيران لن تترك المقاومة وشأنها، والحقيقة أنه في ظل الفوضى السياسية الطويلة الأمد التي يشهدها لبنان وغياب القوة العسكرية المؤثرة في معادلات الحرب مع الكيان الصهيوني، فإن مقاومة حزب الله ضد العدوان الصهيوني لا يجب أن تكون عنوان شكوى وانتقاد، بل محلّ شكر وامتنان.

إن دعم إيران لاستقلال لبنان في حين تتآمر كافة القوى الإقليمية وغير الإقليمية للحصول على نصيبها من المستقبل السياسي للبلاد لا يستحق الاحتجاج، بل إنه أمر يستحق الثناء. على أية حال، تعتبر طهران لبنان وسوريا شريكين استراتيجيين لها، وتحاول جعل هذين البلدين يعانيان من أضرار أقل في مواجهة هجمات الكيان الصهيوني.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك