نورنيوز- تتمحور أبرز مهام تمرينات بحر قزوين حول التدرب على تبادل المعلومات وتوسيع شبكة القيادة والسيطرة المشتركة في البحر، وكذلك تمرين إنقاذ السفن المتضررة.
في السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية تفاصيل المهمة المشتركة للبحرية الإيرانية والبحرية الروسية في مناورة الإنقاذ البحري في بحر قزوين. وبحسب بيان الوزارة، شارك طاقم زورق الإنقاذ "SB-45" من نوع "Khazar" في مناورة بحرية مشتركة مع القوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تم إجراء تمرين الإنقاذ والأمن البحري هذا في حين أن عقده مهم من عدة وجهات نظر.
أولاً، يمكن اعتبار إجراء هذه المناورة بُعدًا آخر لاستراتيجية جمهورية إيران الإسلامية الموجهة نحو الجوار والتي تركز على التفاعلات بين طهران وموسكو. إيران وروسيا، باعتبارهما جارتين تاريخيتين لهما دور مؤثر في المعادلات الإقليمية ووجهة نظر مشتركة نسبياً في التعامل مع التدخلات الخارجية، أقامتا في السنوات الأخيرة علاقات شاملة أصبحت على وشك التوصل إلى اتفاق استراتيجي طويل الأمد. وتشكل التنمية الاقتصادية الشاملة، بما في ذلك علاقات السكك الحديدية بين رشت وأستارا، والتفاعلات في البريكس وشانغهاي وأوراسيا، والتنسيق في التطورات الدولية، فضلاً عن الاستجابة الموحدة للعقوبات مع التفاعلات ذات التوجه الأمني، أبعاد هذا التقارب. وبالنظر إلى القدرات البحرية للبلدين، فإن تحقيق الأمن وحل المشاكل في الاقتصاد البحري يمكن أن يؤدي إلى تطوير هذه العلاقات، وهو ما يمكن تقييمه في هذا الإطار.
ثانياً، يُظهر هذا التمرين بعداً آخر لقدرات إيران في توفير الأمن للمنطقة والعالم. وبالاعتماد على القوة الداخلية، تمكنت القوات المسلحة الإيرانية ليس فقط من تحقيق قوة دفاعية محلية بأدوات ومعدات عالمية المستوى، ولكن لديها أيضًا العديد من الخبرات والوظائف العملية في مجال الأمن والإنقاذ. وفي المجال البحري، لعبت إيران دوراً مهماً في التعامل مع القراصنة وتوفير الأمن للسفن التي تعرضت لحوادث. إن تمرين بحر قزوين هو أيضًا دليل على هذه التجارب التي سيتم تقاسمها مع المنطقة وستحقق بالتأكيد العديد من الإنجازات والوظائف لجميع جيران بحر قزوين.
إن القيمة التي لا جدال فيها لتأمين سلامة السفن وضمان أمن خطوط الشحن في هذه المنطقة هي ضمانة للحفاظ على المصالح الاقتصادية على المسرح العالمي، الأمر الذي يتطلب تعاون وتقارب القوات البحرية لدول بحر قزوين. إن الحوادث غير المتوقعة مثل الحرائق، والوقوع في أحوال جوية سيئة، والاضطرابات الفنية في الملاحة، وما إلى ذلك، تشكل تهديدات مفاجئة تتحدى الصناعة البحرية، ويعد إعداد البلدان للتعامل مع هذا الوضع أمرًا ضروريًا. إن الاهتمام بهذه القضية في بحر قزوين سيكون بمثابة جسر مهم بين الجيران.
ثالثا، قام الغرب بخطط واسعة النطاق لعسكرة بحر قزوين، الأمر الذي يهدد أمن المنطقة؛ ومن بين هذه التدابير خطط مثل التدخل في الحرب في أوكرانيا ومنطقة القوقاز، والتخطيط لتوقيع اتفاقيات عسكرية مع جيران بحر قزوين، وما إلى ذلك. إن الأمن، بما في ذلك في مجال الإنقاذ والإغاثة، هو جزء من ذريعة التدخل هذه، حيث يمكن للتمرين الأخير أن يلعب دوراً فعالاً في تقارب جيران بحر قزوين ضد هذه التدخلات.
النقطة المهمة هي أنه، على غرار ما تم في مناورات بحر قزوين، يمكن إجراؤها في الخليج الفارسي وبحر عمان بين إيران والدول المجاورة الأخرى، وقد أكدت إيران دائمًا على أمن المنطقة والجارة الأساسية وقد تم طرح مبادرة هرمز للسلام في هذا السياق. إن نهج جيران الخليج الفارسي في تنفيذ مبادرة الجمهورية الإسلامية هذه، مع الأخذ في الاعتبار القدرات الهائلة والمحلية لإيران، بالإضافة إلى تعزيز مصداقية دول المنطقة على المسرح العالمي، يمكن أن يكون الأساس لسياسة إيران. تحقيق رغبة الدول في طرد الأجانب من المنطقة.
يمكن القول إن مناورة الإنقاذ في بحر قزوين، إلى جانب كونها جانبًا آخر من تطور العلاقات بين إيران وروسيا، يمكن أن تكون خطوة مهمة في الحفاظ على الأمن المحلي لبحر قزوين من قبل جيرانها. ومن خلال الانضمام إلى جيران بحر قزوين الآخرين في هذه الخطة، سيتم توفير المزيد من التقارب في المنطقة.
بالتزامن مع ذلك، نستطيع أن نقول أن هذا التمرين يمكن أن يغدو نموذجا لدول جوار الخليج الفارسي، وهو ما أكدت عليه الجمهورية الإسلامية دائمًا ومستعدة لاستخدام كل إمكاناتها لتحقيق هذا الهدف، لأن إيران تعتبر دائمًا أمن جيرانها هدفًا لها، و لا تضيّع أي فرصة في هذا الصدد.
نورنيوز