نورنيوز - لم تمض حتى ساعة واحدة على نشر وثائق "بي بي سي جلوبال" المزعومة حول الاعتداء الجنسي والقتل الذي تعرضت له نيكا شاكرمي، حتى اضطرت هذه الوسائل إلى إرفاق هذا التوضيح بالتقرير الأولي الذي يفيد بأن الوثائق قد أعيدت صياغتها و ليست الوثيقة الأصلية. ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية رسالة دون تاريخ ورقم تحت التقرير الذي أعيد صياغته باعترافها وادعت أن هذه الوثائق والادعاءات صحيحة نقلاً عن أشخاص قالت إنهم لا يستطيعون الإعلان عن أسمائهم وألقابهم! هذا على الرغم من أنه بالإضافة إلى العلامات الواضحة مثل خط الكلمات والنص المكتوب وغياب الختم "سري"، وكذلك الخطأ في إدخال عنوان الشرطة، فإن الخطأ الفادح في الموقع الفعلي لجثة نيكا شاكرمي والمكان المعلن عنه في هذا التقرير، فضلاً عن التناقضات وفارق عدة ساعات بين وقت آخر اتصال لنيكا بوالدتها وما ورد في وثيقة بي بي سي المزعومة.
وكما ذكرت والدة نيكا شاكرامي عدة مرات، فقد تحدثت مع ابنتها عبر الهاتف الساعة 23:30 يوم 20 سبتمبر 2022. وعلى حد زعمه وثيقة بي بي سي، أخبرت نيكا والدتها في هذه المكالمة أنها كانت في التجمعات الاحتجاجية بعد وفاة مهسا أميني بعد ظهر ذلك اليوم وهربت من الضباط.، وتزعم وثائق بي بي سي المزعومة أن نيكا شاكرمي ألقي القبض عليها في تجمع حاشد بين الساعة 16:00 والساعة 17:00 وبعد عدة ساعات تعرضت للاعتداء والقتل في شاحنة. السؤال كيف اتصلت نيكا بوالدتها بعد الاعتداء والقتل؟!
وهناك حالة أخرى سرعان ما شككت في ادعاء بي بي سي، وهي إدراج شعار "عام إنتاجي قائم على المعرفة وخلق فرص العمل" في الحرف الأول، وهو شعار عام 2022، ولكن تحت نفس الحرف، بدلا من "فراجا". تم استخدام العنوان القديم "ناجا". هذا مع أن عنوان ناجا تم تغييره إلى فراجا منذ عام 2021 في ايران، ويستخدم لقب "فراجا" وليس "ناجا" في جميع الرسائل والمراسلات الرسمية!
خطأ آخر في التقرير هو المكان الذي تركت فيه جثة نيكا شاكرمي في رواية بي بي سي، التي تنص على أنه تركت في شارع مهجور على طريق سريع في طهران بعد الاعتداء عليها وقتلها. وفي الوقت نفسه، تم العثور على جثة نيكا بالقرب من تقاطع آخر في طهران، ولم يقدم تقرير بي بي سي أي تفسير لهذا التناقض.
وأعلن مراسل بي بي سي أن هذا التقرير تم نشره بعد عدة أشهر من الجهود والتحقق، إلا أن ساعة واحدة كانت كافية للتشكيك في صحة هذه الرواية نظرا للأخطاء العديدة والتناقضات العديدة، وهذا ما جعل وسائل الإعلام تعترف على الفور بأن هذه الوثائق تم تنقيحها لحماية الأشخاص الذين أرسلوا هذه الرسائل إلى بي بي سي. وبعد ساعات قليلة من تقرير هيئة الإذاعة البريطانية، أدت عدة زلات وأسئلة خطيرة، فضلا عن اعتراف وسائل الإعلام بعدم نشر الوثائق الصحيحة، إلى التساؤل عن سبب قيام هيئة الإذاعة البريطانية بمثل هذا الادعاء على حساب تشويه سمعة وسائل الإعلام الخاصة بها.
وكان أحد التصريحات محاولة هذه وسائل الإعلام صرف الرأي العام عن حركة الطلاب الأمريكيين والأوروبيين ضد قتل أهل غزة على يد الكيان الصهيوني. وبحسب عدد من المراقبين، تحاول الأجهزة الدعائية والإعلامية الأمريكية والأوروبية صرف الانتباه عن مركز التوتر الرئيسي في المنطقة، أي تل أبيب، بنفس الصورة النمطية التقليدية "الترهيب من إيران". أما الطرح الثاني فهو خداع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من قبل مجموعة مؤثرة حاولت وضع ما يسمى بقشر الموز العام تحت أقدام وسائل الإعلام هذه ودفعها إلى نشر تقرير مزيف وفاضح.
إن الإهمال أو الارتباط المتعمد لهذا الطيف بتقرير بي بي سي المشوه دفع "بعض النشطاء الإعلاميين الذين، نقلاً عن تقرير بي بي سي الكاذب المليء بالأخطاء، بدعم من الجماعات المناهضة للثورة الاسلامية، إلى نشر معلومات كاذبة فيما يتعلق بقضية نيكا شاكرمي" وبحسب البيان الذي نشرته السلطة القضائية في ايران، فإن "النيابة العامة في طهران، انطلاقاً من واجب القضاء القانوني في التعامل مع أولئك الذين يخلون بالأمن النفسي للمجتمع، قامت أثناء إعلانها عن الجريمة، برفع دعوى قضائية ضد هؤلاء الأشخاص".
نورنيوز