نورنيوز – ربما كانت موجة احتجاجات الطلاب الأميركيين واحدة من آخر ما كان يتوقعه الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومته في صراع حرب غزة لا سيما عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في هذا السياق وصف عبد الرضا فرجي راد، سفير إيران السابق لدى المجر والنرويج، هذه الاحتجاجات في مقابلة مع "نورنيوز" بأنها كانت صادمة للغرب، وقال: "إن المظاهرات الطلابية الضخمة في أمريكا ضد سياسات دعم هذا البلد للكيان الإسرائيلي، والتي إنطلقت شرارتها الاولى من جامعة كولومبيا في نيويورك ويقال أنها تغطي 50 جامعة، هو حدث نادر لم يسبق له مثيل. وأشار إلى الاحتجاجات المماثلة التي قام بها طلاب جامعة كولومبيا في العقود الماضية ضد الوجود العسكري الأمريكي في فيتنام، وقال: "إن ما يميز التظاهرات الطلابية الأمريكية الجديدة أنها مرتبطة بالقضية الحيوية في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية" واستشهاد أكثر من 35 ألف إنسان من غزة على يد الكيان الصهيوني، كما أن المتظاهرون يرفعون مطالب كبيرة؛ على سبيل المثال، أحد مطالب المتظاهرين هو قطع الخدمات العسكرية والمالية وأية تسهيلات تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.
ووصف فرجي راد الإحتلال الاسرائيلي بأنه أحد الخطوط الحمراء للدول الغربية، بما فيها أمريكا، وقال: "أمريكا، مثل العديد من الدول الغربية، رغم ادعاءها بالديمقراطية والليبرالية، إلا أن هناك محرمات، إحداها قضية الصهيونية وإسرائيل؛ أي أنه لا يجوز مناقشة هذه القضايا لا في أمريكا ولا في أوروبا، ولكن نلاحظ تحطيم هذه الخطوط الحمراء واجتيازها؛ لأن تفكير الجيل الجديد يختلف عن تفكير الجيل القديم سواء في الحزب الجمهوري أو في الحزب الديمقراطي على حد سواء. هؤلاء الناس لا يفكرون مثل كبار السن المتقوقعين في البيت الابيض الذين يوجهون السياسة الأمريكية. اليوم، الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام المتعددة جعلت الشباب يحللون القضايا بأنفسهم. في الأشهر الستة الماضية، أدرك هؤلاء الشباب ما هي الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلف قناع أكبر ديمقراطية في الشرق الأوسط.
وتابع سفير إيران السابق في المجر: "الكيان الذي يدعي أنه أكبر ديمقراطية في الشرق الأوسط دمر أرضا مساحتها 40 كيلومترا مربعا. ولا تزال جثث العديد من الأشخاص تحت التراب والرمال والأسمنت وغيرها من الحطام. وحتى اليوم استشهد أكثر من 35 ألف شخص، ولا يمكن للجيل الجديد في أمريكا أن يتسامح مع المقابر الجماعية وأمثالها.
وأضاف: "النقطة الأخرى الجديرة بالملاحظة هي دخول الشرطة إلى الجامعة، وخاصة جامعة كولومبيا في نيويورك. تعد جامعة كولومبيا من أعرق الجامعات في العالم والدراسة فيها مصدر فخر وشرف لمن يدرس فيها. ولذلك فإن دخول الشرطة إلى هذه الجامعة وضرب طلابها وأساتذتها وتكبيل أيديهم وسحلهم على الارض، هي أمور نادرا ما تحدث. ورغم أن مثل هذه الصور ربما حدثت فيما يتعلق بقضية السود في امريكا، إلا أننا رأيناها في الماضي، لكن مثل هذه اللقاءات مع الأساتذة والطلاب نادرة جدًا. وبطبيعة الحال، فإن مطالبة المتظاهرين من الحكومة الأمريكية بوقف الدعم المالي والسياسي والتسليحي لإسرائيل هي فريدة من نوعها، إن لم تكن غير مسبوقة ابدا.
وقال سفير إيران السابق في النرويج: "لقد هدد رئيس جامعة كولومبيا في نيويورك الطلاب مؤخرًا بطردهم من الجامعات ووقف دراستهم إذا واصلوا إضرابهم ولم يزيلوا الخيام. وهذا تهديد كبير يتناقض مع الدستور الأمريكي، وخاصة التعديل الأول لدستور تلك الدولة، وبطبيعة الحال، هذا حدث نادر ويذكر الشعب الأمريكي بعهد ترامب، الذي قام بسلسلة من الأعمال غير القانونية.
وفي توقعاته للتطورات المستقبلية، قال: "يبدو من غير المرجح أن يؤخذ تهديد الجامعة الأم أو جامعة كولومبيا على محمل الجد. وفي رأيي أن هذا التهديد لن يؤخذ على محمل الجد فحسب، بل سيؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة. خاصة وأن حفل تخرج طلاب جامعة كولومبيا بعد ثلاثة أسابيع وهذا مهم جداً بالنسبة لهم ورئيس تلك الجامعة لا يريد تأجيل ذلك. ولكن يبدو أن هذه الأزمة لن تنتهي خلال ثلاثة أسابيع؛ لأن المتظاهرين لديهم مطالب كبيرة ومن الطبيعي أن تستمر هذه الحالات".
وفي معرض شرحه لتأثير الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة، قال: "الاحتجاجات الطلابية في أمريكا يمكن أن يكون لها تأثير على حرب غزة وتساعد على وقف إطلاق النار. وأضاف "أيضا إذا كان من المرجح أن تهاجم إسرائيل رفح فسوف تقرر ذلك بمزيد من الاهتمام" وأضاف: “دعونا لا ننسى أن أزمة طلابية تتشكل في عدة مدن أوروبية وفي بعض جامعاتها بما في ذلك فرنسا، وإذا استمر التوتر الطلابي في أمريكا لمدة أسبوع آخر، فمن المؤكد أنه سيمتد إلى أوروبا بشكل أوسع".
نورنيوز