معرف الأخبار : 171509
تاريخ الإفراج : 4/28/2024 11:29:33 AM
ما تداعيات انتفاضة الطلاب الأمريكيين على السلطات في البيت الأبيض؟

ما تداعيات انتفاضة الطلاب الأمريكيين على السلطات في البيت الأبيض؟

توسعت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية ضد حرب الابادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، لتشمل عشرات الجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف الولايات، تخللها اعتقال مئات المتظاهرين.

ووجهت مؤسسات أمريكية وأعضاء في الكونغرس اتهامات بـ"معاداة السامية" للمشاركين في الاحتجاجات، على خلفية مطالبتهم بضرورة وقف إسرائيل قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، في اتهامات جديدة قديمة.

الأمر تحوّل إلى قوة ضغط خطيرة عجزت الأنظمة الجامعية والأساتذة وقوات الأمن عن السيطرة عليها.. وأتصور أن هذا الضغط هو المتغير والمؤثر الحقيقى فى تأخير العدوان الصهيونى على رفح حتى الآن، وليس كما تدعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أنها تحاول إقناع إسرائيل بعدم شن هذا العدوان، بدافع الخوف من الآثار الخطيرة على التجمع البشرى الفلسطينى الموجود فى هذا الشريط الضيق أقصى جنوب القطاع..

ولأن النظام الأمريكى يعلم تمامًا مدى قوة تأثير الكتلة الطلابية فى المعادلة الانتخابية، فإن الأمر يعد بالغ الخطورة ويشكل ظاهرة لم تتعرض لها الولايات المتحدة بهذا الحجم من قبل، خاصة أن التظاهرات لم تتوقف على مدار ما يقرب من 7 أشهر.. وتدرك القوى الأمريكية كافة أن المرحلة المقبلة فى مستقبل الولايات المتحدة سوف تتأثر بنتائج الاحتجاجات الطلابية الراهنة..

تلك الاحتجاجات التى ستفرض مدخلات جديدة تلقى بظلالها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها نوفمبر 2024..

ولا تقف خطورة الاحتجاجات الجامعية عند هذا الحد، فإن عمليات الضغط الطلابى أجبرت الجامعات على مقاطعة الشركات الإسرائيلية الداعمة للعدوان على غزة وإيقاف التعامل معها، كما أصدرت هذه الاحتجاجات أحكامها المقوضة للعديد من الثوابت التى تصور بُناة الأنظمة أنها غير قابلة للهدم، وكبّد هؤلاء الطلاب المؤسسات والكيانات الصهيونية خسائر مالية باهظة، وأصدروا من خلال المقاطعة عقوبات مالية مُوجعة لكل من له يد فى هذا العدوان الغاشم على أهالى غزة.

كما كشف تشبث هؤلاء الطلاب بمواقفهم المنددة باغتيال حقوق الإنسان والواصفة لما يحدث فى غزة بالمسميات الحقيقية من تطهير عِرقى وإبادة جماعية، عن الفشل الذريع للإعلام العالمى التقليدى فى تشكيل الرأى العام، فقد أخفقت المحطات الأمريكية العالمية والصحف الكبرى فى التأثير ولو بنسبة بسيطة فى موقف الطلاب..

وضاعت مليارات الدولارات التى تنفقها الصهيونية العالمية على تلك الوسائل التقليدية للسيطرة على الرأى العام..

لتحتل وسائل التواصل الاجتماعى صدارة المشهد من خلال التوسع فى استخدمها من قبل الجيل "Z"، الذى اعتمد عليها فى التعبير عن رفضه لكل ما يحدث فى غزة ولنقل كل الفعاليات الاحتجاجية التى نظمها الطلاب، للضغط على صناع القرار فى مختلف أروقة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية..

كما يعتمد هذا الجيل على منصات التواصل الاجتماعى بشكل رئيسى لمتابعة كل ما يحدث من عدوان وجرائم ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، وذلك من خلال المحتوى الواقعى غير المحدود الذى تبثه المنصات المختلفة، والذى يعبر عن الحقيقة المجردة دون تدخل للمصالح السياسية أو الاقتصادية..ونجح الجيل "Z" بما لديه من إمكانات تكنولوجية وقدرات غير محدودة فى إزاحة الستار عن المنصات التى لا تتمتع بالنزاهة وتنحاز لخدمة أهداف الصهيونية، وكشف النقاب عن عدم حياديتها فى نشر وتداول المحتوى الذى يتعلق بالأحداث الجارية فى غزة..


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك