معرف الأخبار : 168203
تاريخ الإفراج : 3/22/2024 11:48:07 AM
المنطقة بين الحل والتعنت…

المنطقة بين الحل والتعنت…

دخلت التطورات الميدانية في قطاع غزة منحاً تصعيدياً محدودا وسط اصرار الاحتلال على اجتياح مدينة رفح الملجأ الأخير الذي بقي لأهالي القطاع الذين أظهروا صلابة وتمسكاً بالمقاومة كخيار وحيد من أجل استرداد الحقوق على طريق تحرير فلسطين.

هذا وعلى رغم التضحيات الجسام، والجوع والعطش والتشرد إلا ان المقاومة الفلسطينية لم ترهب امام تهديدات التصعيد وفشل المفاوضات وهي التي سطرت وتسطر الملاحم في الميدان وحاولت فرضت إيقاعها على جولات التفاوض الاخيرة في قطر . في سياق آخر بدا لافتا للمتابع ان الاعلام العبري يخرج على الجمهور في الكيان المؤقت بكلام اقل ما يقال فيه انه يعكس الهزيمة السياسية بعد العسكرية، وذلك ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان إسرائيل قد خسرت الحرب واننا دخلنا مرحلة عض الاصابع من قبل العدو.

وعليه يبدو ان الحل المنشود في المنطقة بدأ يترنح بعض الشيء وسط اشارات توتير للاجواء ظهرت ملامحها بتقويض مساعي قطر وفشل عملية التفاوض في الدوحة في خطة ذهبت حكومة الموتورين في الكيان المؤقت اليها لزيادة التهجير والتدمير الممنهج ولوضع يد السيطرة ! على الموارد والثروات الجوفية في قطاع غزة وأهمها الغاز والنفط .

هذا في وقت كان فيه لإرتفاع وتزايد الضغط الأممي الشعبي على الاسرائيليين وعلى نمطهم التعبيري الاجرامي والوحشي اثر سلبي كبير لدرجة دفعت بالولايات المتحدة الأميركية إلى إظهار التباين في وجهات النظر بين نتنياهو والرئيس جو بايدن برغم استمرار ارسال مساعدات اميركية عسكرية الى تل ابيب ولو بوتيرة أقل وليس خافيا ان ادارة الرئيس بايدن المترنحة تسعى الى انجاز ما في المنطقة علها توظفه في السباق الرئاسي الاميركي حيث فرضت غزة نفسها ناخباً في الاستحقاق الانتخابي الاميركي، والذي شهد تصريحاً ملفتاً للمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب قال فيه انه اذا لم يتم انتخابه رئيساً قد تكون هذه الانتخابات هي الاخيرة في الولايات المتحدة والتي قد تدخل حمام دم .تصريح يكشف مدى انسداد الافق وثقافة الالغاء السائدة في واشنطن نفسها.

اما على الصعيد المحلي فما زال الجو السياسي يعاني انسدادا مشوبا بالسلبية فيما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، على خلفية فشل حراك اللجنة الخماسية التي جالت على كافة الاطراف من أجل فتح ثغرة تفضي بعبور الاستحقاق الرئاسي اللبناني ولو ببطء الى بر الأمان المنشود !!. وبدون اي طائل او إشارة قريبة فإن الامور تزداد تعقيدا بارتفاع وتيرة الصراع الإقليمي الدائر.

ولا شك ان المنطقة بأكملها تترنح امام الوضع المتأزم نتيجة معضلة البلطجة الإسرائيلية والصلف التوتيري المشوب بالايذاء والاستخفاف بالرأي العام العالمي ومطالبته بوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية فورا.

خلاصة القول: ان الاسرائيليين يمضون سراعا للاصطدام بحائط مسدود وسيتراجعون باستجداء وبلا تردد تحت سلة واسعة من ضغوط ناجمة عن: النفور العالمي من الاجرام الإسرائيلي وتحذيرات وضغوط واشنطن وحالة الانقسام الحاد داخل الكيان العبري . وكذلك عن إتساع رقعة وبأس المقاومة القوية والفاعلة والمتصاعدة إقليميا ضد الاحتلال.

‏بقلم: أ. احمد خير الدين باحث سياسي من لبنان
 


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك