نورنيوز - "كل طفل يستحق مستقبلاً"؛ بشرط ألا يكون من مواليد غزة! ولا يرتبط هذا الواقع المأساوي فقط بالقصف المزمن الذي يدمر بين الحين والآخر متوسط العمر المتوقع في هذا الشريط الساحلي، بل يشير أيضاً إلى السجون العديدة في الأراضي المحتلة والتي تمتلئ بالأطفال.
يرى الكثيرون أن غزة هي أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الدائم، الذي يحتجز ما يقرب من 2.300.000 شخص في مكان مفتوح، لكن حالة هذا السجن المفتوح لا يمكن مقارنتها بما يحدث في السجون الكلاسيكية للكيان الصهيوني.
حيث كشف الأمم المتحدة العام الماضي أنه منذ عام 1967، عندما احتل الكيان الإسرائيلي قطاع غزة والضفة الغربية، قام باعتقال نحو مليون فلسطيني. وبعبارات أبسط، تم اعتقال واتهام واحد من كل خمسة فلسطينيين من قبل الكيان الصهيوني. وبطبيعة الحال، تقتصر هذه الإحصائية على النساء؛ لأنه تم اعتقال اثنين على الأقل من كل خمسة رجال فلسطينيين وتوجيه التهم إليهم. كما أن ما لا يقل عن أربعة من كل 10 رجال فلسطينيين يقضون جزءًا من حياتهم في السجون الإسرائيلية.
*لماذا هذا العدد المرتفع من الإعتقالات؟
تكمن جذور هذه الاعتقالات في الأوامر العسكرية للكيان الصهيوني، التي طغت على كافة جوانب الحياة الفلسطينية. وتجرم هذه المراسيم أي مشاركة وتنظيم احتجاجات، وطباعة وتوزيع المواد السياسية، والتلويح بالأعلام وغيرها من الرموز السياسية، وتعتبر في الأساس كافة أشكال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمثلة على "الإرهاب" وتتعامل معه بهذا المنطق الأعوج. والتهمة الأكثر شيوعًا هي "رمي الحجارة"، والتي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عاما.
ووفقاً لهذه القوانين فإن 19 سجنا داخل الأراضي المحتلة وسجنا واحدا في الضفة الغربية المحتلة مكتظ دائما بالأسرى الفلسطينيين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عنوان يسمى "الاعتقال الإداري"، والذي بموجبه يسمح الكيان الصهيوني لنفسه بإبقاء الشخص خلف القضبان لفترة غير محدودة دون أي تهمة. الأوامر العسكرية للكيان الصهيوني ليست أفضل للأطفال؛ على سبيل المثال، يستطيع الكيان الصهيوني إبقاء الأطفال الفلسطينيين في الحبس الاحتياطي لمدة 15 يوماً قبل تقديم لائحة الاتهام، ويمكن للمحكمة العسكرية تمديد هذا الاعتقال 40 مرة. وعليه، يتم احتجاز ما بين 500 إلى 1000 طفل كل عام في معتقلات الكيان الصهيوني، وهم الأطفال الوحيدون في العالم الذين يتعرضون للمثول والملاحقة أمام المحاكم العسكرية.
*أرقام صادمة
لكن ما يحدث للأطفال في سجون الكيان الإسرائيلي لا يقارن بهذه الأرقام والأوامر الصادمة. وبحسب التقارير المنشورة، يتعرض أربعة من كل خمسة أطفال (86%) للضرب، و أصيب ما يقرب من نصف الأطفال المحتجزين (42٪) أثناء الاعتقال، بما في ذلك طلقات نارية وكسور في العظام.
تم اعتقال 65% من الأطفال بين منتصف الليل والفجر. 86% من الأطفال تعرضوا للضرب؛ وتعرض 70% منهم للتهديد بأضرار أكثر خطورة، بينما أصيب 60% بالبنادق أو العصي. كما يعد العنف الجنسي أحد المضايقات الشائعة في مراكز الاحتجاز هذه، حيث أفاد 69% من الأطفال أنه تم تجريدهم من ملابسهم أو تم لمس أعضائهم التناسلية أو ضربها أثناء التفتيش. 60% من الأطفال تعرضوا للحبس الانفرادي لفترات مختلفة من يوم واحد إلى 48 يوما؛ وقال 70 بالمئة إنهم تعرضوا للتعذيب بسبب الجوع، وقال نفس العدد إنهم لم يتلقوا أي رعاية صحية أثناء الاحتجاز. كم حرم 58% من الأطفال من الالتقاء أو التواصل مع ذويهم أثناء اعتقالهم حيث أن معظم الأطفال متهمون برشق الحجارة.
وإذا كان حالف هؤلاء الأطفال الحظ وتم إطلاق سراحهم لسبب ما، مثل تبادل الأسرى، فإنهم نادراً ما يعودون إلى حياتهم الطبيعية. حيث تكون الشكاوى الأكثر شيوعا لهؤلاء الأطفال هي الأرق والكوابيس المتكررة.
نورنيوز