نورنيوز- باتت منطقة القوقاز وآسيا الوسطى وقره باغ في هذه الأيام كلمات مفتاحية ومراكز جغرافية مثيرة للجدل في مجال العلاقات الدولية.
يرى الكثير من محللي القضايا الجيوسياسية أن الصراع بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا لا ينبغي تحليله إلا في شكل معادلة ثنائية الأبعاد.
رغم أن هذا الصراع المستمر الذي يعدّ واحداً من مشكلات الجغرافيا السياسية المعروفة في العلاقات الدولية المعاصرة يخفت لفترة، ثم يعود مشتعلاً وأكثر التهاباً من ذي قبل، وخصوصاً أنه يجري في منطقة مشبعة بالأحداث التاريخية والمعارك القديمة بين القوى الإقليمية على النفوذ والسيطرة، وفي منطقة مسكونة بالصراعات، ولهذا السبب سال لعاب الصهاينة في هذه المنطقة.
فقد وُجِد العدو الصهيوني بساحة معارك «ناجورني قرة باج» في عام 2020، من خلال المعدات العسكرية ومنظومات التسليح التي حضرت بقوة على الجانب الآذري، وساهمت بفاعلية في تفوقه العسكري ومنحه موقعًا أفضل على طاولة المفاوضات، وكل ذلك إن كان قد حصل إنما لهدف واحد وهو الإقتراب من حدود الجمهورية الاسلامية الإيرانية لإثارة الفوضى وزعزعة الامن داخل ايران.
لابد من تقييم الصراع المذكور في قلب نظام واسع تصنعه جهات تعتبر حياتها مرهونة بخلق واستمرار وتثبيت أزمات جغرافية واستراتيجية عميقة في هذا المجال.
اعتمد الكيان الصهيوني استراتيجية "الحرب والسلام" تجاه منطقة القوقاز وركز بشكل واضح على استراتيجية "الحرب والصراع الدائم".
كما ان امريكا باعتبارها الداعم الرئيسي لخلق أزمات دائمة في محيط روسيا، ورغم أنها تدعم هذه الاستراتيجية المكلفة، إلا أنها تتحرك في هذا الاتجاه بمخاطر أقل من الصهاينة. في حين ان القلق المشترك الذي تتقاسمه تل أبيب وواشنطن يتعلق بعرقلة صيغة 3+3 في القوقاز.
يرى هذان الفاعلان المخربان أن ترتيب طاولة مفاوضات السلام في القوقاز بحضور إيران وجمهورية أذربيجان وأرمينيا وروسيا وجورجيا وتركيا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق سلام دائم وعرقلة طريق تدخلاتهم.
في ظل هذا الوضع فإن الاعتماد على صيغة 3 + 3 وإقناع جمهورية أذربيجان وأرمينيا بالنأي بنفسيهما عن استراتيجية التلقين العقائدي للصهاينة هو الشرط المسبق الأكثر أهمية لتحقيق السلام والتعاون المستدام الذي يخلق الفرص.
بهذه التفاسير؛ إن استراتيجية تل أبيب-واشنطن المشتركة هي استراتيجية "الحرب في المنطقة الرمادية" التي أوصى بها مركز الأبحاث التابع لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لإدارة ترامب في (خريف عام ٢٠٢٠).
توصي هذه المؤسسة بأنه بما أن إيران لا تريد صراعًا في القوقاز، فيجب تغيير الوضع إلى لعبة خاسرة لطهران.
نورنيوز