ولكن الابرز في خطابه التاريخي هو رفعه لنسخة من القرآن الكريم، احتجاجا على الاعتداءات المنظمة والمحمية من قبل الحكومات الغربية، خصوصا الاوروبية على قداسة القرآن الكريم من قبل عنصريين متطرفين تحت شعار حرية الرأي والتعبير، والحرية الشخصية، وما ذلك إلاّ لتوهين المسلمين بالعالم من خلال الاعتداء على كتابهم المقدس.
فجاء رفعه للقرآن الكريم تعبيرا وتمثيلا لملياري مسلم في العالم، ومصداقا لقول الله تعالى:
"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" .
ومصداقا لقوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ".
وبهذا قد أعزّ المسلمين والمؤمنين في أرجاء المعمورة، وادخل السرور على قلب قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله. وستبقى هذه الصورة المشرقة في اذهان العالم.
في كلمته دعا السيد رئيسي لوضع آلية أممية تمنع انتهاك حرمة الاديان، وهي ممكنة لو تظافرت وتوحدت مواقف الدول الاسلامية والعربية بتقديم مشروع ملزم في الامم المتحدة لحماية الاديان، كما المعمول به قانون مناهضة السامية، وتغريم وملاحقة منتهكي ذلك القانون، فاليوم لا يجرؤ احد في العالم ان يناقش عدد ضحايا الهولوكوست بسبب العقوبات التي يمكن ان يتعرض لها من ملاحقة قانونية دولية، اما الإعتداء على القرآن الكريم مسألة حرية تعبير!!!
العالم الاسلامي لما يتمتع به من قوة اقتصادية وبشرية وثقافية يستطيع ان يفرض هذه المعادلة والقانون في الامم المتحدة، لانه لن يكون لحماية مقدسات المسلمين فقط بل مقدسات جميع الاديان، وهذا ما يطالب به ملياري مسلم في العالم، ويمكن الاستفادة من الظروف السياسية الحالية الهادئة بين الدول الاسلامية والعربية لتحقيق هذا الهدف السامي.
بقلم: حسين الديراني
نورنيوز