فارس الجنوبي.. بين مواجهة الإرهاب الاقتصادي وإنطلاقة الدبلوماسية الهندسية

نور نيوز- دشّن الرئيس آية الله السيد إبراهيم رئيسي الإثنين المنصرم المرحلة الحادية عشرة الأخيرة من حقل بارس الجنوبي للغاز المشترك مع قطر، وهو الأكبر عالميا.

وزار السيد رئيسي مدينة عسلوية في جنوب الجمهورية الإسلامية حيث قام بتدشين هذه المرحلة الجديدة في حفل بثه التلفزيون الرسمي.

ويعد هذا الحقل أكبر حقول الغاز المكتشفة في العالم، وهو مشترك بين إيران حيث يعرف باسم بارس الجنوبي، وقطر حيث يعرف باسم حقل غاز الشمال.

وأوضح وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن انتاج المرحلة سيبلغ 50 مليون متر مكعب يوميا بعد انجاز تطوير الآبار.

واعتبر السيد رئيسي أن "إنشاء المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي للغاز، الذي يعتبر انجازا كبيرا، تم على أيدي الخبراء الإيرانيين، ما يؤشر على اعتماد البلاد على قوة خبرائها المحليين في المجال".

وأضاف "تمّ توقيع العقد مع شركة توتال الفرنسية لتنفيذ المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي، لكن هذه الشركة لم تف بالعقد وتخلت عنه".

وكان من المقرر أن يتمّ تطوير الحقل من قبل المجموعة الفرنسية العملاقة وشركة الصين الوطنية للنفط وشركة إيرانية، بموجب اتفاق تمّ توقيعه في العام 2017 ووصلت قيمته الى 4,8 مليارات دولار أميركي.

الا أن توتال انسحبت من المشروع بعد قرار الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب عام 2018 سحب بلاده أحاديا من اتفاق 2015 بشأن برنامج طهران النووي السلمي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجمهورية الإسلامية.

يعتبر هذا التطور المهم في مجال الطاقة في البلاد مهمًا جدًا من عدة جوانب:

أولا: إن تنفيذ المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي، بالإضافة إلى تلبية احتياجات الغاز المحلي، سيوفر 800 مليون دولار من العملات الأجنبية وسيدر 5 مليارات دولار للبلاد في المستقبل.

 ثانيا: يمكن اعتبار هذا الإنجاز الكبير خطوة مهمة في الحرب ضد الإرهاب الاقتصادي للغرب، الذي أراد تحويل الاقتصاد إلى أداة ضغط ضد ايران.

ثالثا: من أهم التطورات في الأشهر الأخيرة الاعتماد على التقارب مع دول المنطقة؛ واليوم فإن القدرات الهائلة التي أثبتتها إيران في بارس الجنوبي من الممكن أن تشكل ارضية للدبلوماسية العلمية مع الجيران.

رابعا: إن تنفيذ مراحل بارس الجنوبي فعال للغاية في تثبيت موقع إيران في النظام العالمي الحديث والمتعدد الأطراف.

خامسا: كما تظهر أهمية هذا المشروع في مواقف الاعلام المعادي الذي يسعى إلى التقليل من أهمية المنجز الايراني.

بات هذا المشروع عنصرا هاما في عملية لعب الأدوار الإيرانية على الساحة الدولية وعلامة واضحة على انهيار سياسة العقوبات والعزلة التي تنتهجها إيران.