واستهل الدكتور حسين اليوسف كلامه لموقع نور نيوز الإخباري التحليلي، بتقديم التعازي لأرواح الشهداء الذين قضوا في هذه الحادثة المؤلمة والجبانة، وأكد بالقول: استهداف المراقد الدينية أو المساجد بشكل خاص أو دُور العبادة بشكل عام، ليس بالشيء الجديد عند الدواعش و أصحاب الفكر التكفيري؛ لأن هذه هي عقيدتهم وأيديولوجيتهم التي نشأوا وترعرعوا عليها، ووُجدوا لأجلها؛ فهم صنيعة أمريكا والغرب، وينتمون فكريا إلى ابن تيمية وأمثاله الذين لديهم مشكلة مع الدين المحمدي الأصيل وأتباعه لاسيما أتباع أهل البيت (ع) من قديم الأزمان.
*حجر عثرة في وجه تحقيق الأطماع الأمريكية
وتابع موضحاً: إن دُور العبادة، ومنها المراقد الدينية، كانت ولا تزال تُشكّل منطلقا للثورة ضد الظلم والاستبداد والإرهاب، لذلك أمريكا والاستكبار العالمي والإهاب يخافون من هذه الأماكن المقدسة، التي يتخذ أتباع أهل البيت (ع) أصحابها قدورة لهم في النضال والكفاح. وما مرقد (السيدة زينب (ع)) في سوريا، وما تعرّضَ له على يد الإرهاب إلا نموذجا لذلك؛ حيث استهدف الإرهابيون هذا المرقد المقدس والشريف عدة مرات، واستماتوا للوصول إليه وتدميره، كما دمروا الكثير من المراقد ودُور العبادة في سوريا، لكن الأبطال المدافعين عن الحرم بذلوا أرواحهم، فداء لزينب (ع) والطريق الذي نهجته مع أخيها الإمام الحسين (ع) في كربلاء، بقيادة الشهيد قاسم سليمان رضوان الله عليه. وهم يعلمون أن هذه المراقد تشكّل خطا أحمر لدى المؤمنين من أتباع أهل البيت (ع) لما لها من رمزية في الدفاع والجهاد والصمود في وجه الاستكبار العالمي والإرهاب.
وأكمل الأستاذ في جامعة المصطفى (ص) العالمية مُستعرضاً أسباب استهداف الإرهاب للجمهورية الإسلامية الايرانية، وقال: حاول الإرهاب أن يمتد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتقاما لما فعلته الجمهورية بقيادة الشهيد قاسم سليماني في هؤلاء؛ حيث قضت على حلم هؤلاء في إقامة أمارة لهم، وتدمير سوريا والعراق ثم الوصول إلى الجمهورية الإسلامية؛ لكونها تقف حجر عثرة في وجه تحقيق أمريكا والغرب لأطماعهم في الشرق وبلاد المسلمين، كما قضت على حلم أمريكا في تشكيل الشرق الأوسط الجديد لنهب الثروات واستغلال الشعوب. فكان استهداف المرقد الشريف (شاهجراغ) انتقاما من الجمهورية الإسلامية لقضائها على هذا الحلم وهذا المشروع الاستعماري، واستهدافهم للمرقد بهذه الطريقة دليل بؤسهم وضعفهم وجُبنهم.
*لا يقدرون على المواجهة في الميدان
وأضاف: فهم لا يقدرون على المواجهة في الميدان وأرض المعركة لأنهم جبناء، فقاموا باستهداف المرقد؛ لأنه مكان آمن، ومَن دخله فهو آمن، والزوار إنما يذهبون إلى هناك للتقرب إلى الله عن طريق أوليائه الصالحين. فهل يوجد جُبن ونذالة أكثر من ذلك؟! أساسا؛ لماذا نستغرب منهم هذا التصرف... والحال أن أمّهم غير الشرعية التي أنجبتهم (أمريكا) أجبن منهم وأنذل؟! حيث نعلم جميعا أنها لم تستطع مواجهة الشهيد قاسم سليمان، وخسرت أمامه في أرض المعركة، فلم يبق أمامها إلا الغدر، فاغتالت الشهيد سليماني بطريقة جبانة، ولم تستطع أن تواجهه وجها لوجه، فمن الطبيعي أن يكون هؤلاء الإرهابيين الذين هم صنيعة أمريكا، من الطبيعي أن يكونوا أجبن منها.
وبشأن استهداف المرقد نفسه للمرة الثانية قال الشيخ حسين اليوسف لـ نورنيوز: فالهدف الأساس منه هو الحرب النفسية والفتنة الطائفية؛ كون تلك المنطقة فيها مزيج فسيفسائي من السنة والشيعة، ولإثبات أنهم قادرون على اختراق نفس المكان الذي استهدفوه في المرة الماضية، وإثبات ذلك للإيرانيين بالخصوص، وللرأي العام بالعموم، وهو جزء من الحرب النفسية والأمنية والسعي للفتنة الطائفية. لكن خسئوا... فإن الأجهزة الأمنية والشعب الإيراني المؤمن لهم بالمرصاد، ولن يثني ذلك من عزيمتهم. طبعا بالإضافة إلى ما ذكروه هم من أن استهدافهم للمرقد ثانية كان انتقاما لزملائهم الإرهابيين الذين تم إعدامهم على خلفية الحادثة السابقة.وبكل الأحوال، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تقم على دماء الشهداء بقيادة الإمام الخميني (ره)، ليستطيع أمثال هؤلاء الجبناء إضعافها أو النَّيل من عزيمتها أو تدنيس حبة من ترابها، فهي في عين الله، وتحت رعاية صاحب الزمان، وبقيادة نائبه بالحق؛ ذلك الرجل الهمام، الذي يعرف صلابته وقوته وتاريخه النضالي؛ العدو قبل الصديق؛ الإمام الخامنئي (دام ظله).
*دور رجال الدين
وأشار الأستاذ في جامعة المصطفى الى دور رجال الدين في التوعية، وقال: أما رجال الدين، فلهم الدور الأساس في مثل هذه الحوادث، فلولا المنابر المضللة، وتحريض رجال الدين لهؤلاء الإرهابيين، لما كان حصل ما حصل. لذلك يقع الدور الأكبر على العلماء من إخواننا أهل السنة في توعية جماهيرهم، واتخاذ أتباع المذاهب الأخرى لاسيما مذهب التشيع إخوانا لهم، وإشاعة أجواء الأخوة والمحبة وتهدئة النفوس، فالشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لم يتشهدا دفاعا عن الشيعة فحسب، وإنما دفاعا عن أرض وعرض ومال أهل السنة قبل الشيعة، دفاعا عن الإنسانية كل الإنسانية، دفاعا عن المستضعفين، دفاعا عن الكرامة، وسعيا للتحرر من التبعية والاستعمار.كما أنه يقع على عاتق رجال الدين من أبتاع التشيّع، توعية الجماهير الشيعية إلى مخاطر التعصب الأعمى والتكفير، وعدم الانجرار وراء حملات التحريض ومثل هذه الحوادث التي أحد أهدافها هو إثارة الفتنة الطائفية، والحفاظ على الوحدة الإسلامية التي دعا إليها الإمام الخميني (ره) والإمام الخامنئي (دام ظله).
نورنيوز