نور نيوز- لا تختلف الغالبية العظمى من الحكومات الغربية ومحللي القضايا العسكرية والاستراتيجية على أن الهجوم المضاد للأوكرانيين ضد روسيا في المناطق الشرقية قد فشل، وأن استيلاء الجيش الأوكراني على بعض المناطق غير الاستراتيجية لم يحقّق أي إنجاز ميداني يُذكر، وأن جيش زيلينسكي عاجز عن تغيير التوازن في الميدان.
إلى جانب ذلك ، فإن ضخ كمية كبيرة من الأسلحة من قبل الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين إلى أوكرانيا لاستخدامها في الحرب ضد روسيا لم يكن قادرًا على أن يصبح حافزًا لتغيير معادلات المعركة.
في الآونة الأخيرة، تم نشر خبر مثير للجدل في أمريكا والذي يروي الخطأ الكبير لوزير الخارجية ومستشار الأمن القومي لحكومة بايدن فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وجاء فيه أن "سيمور هيرش" ، صحفي أمريكي مخضرم، نقل عن مسؤول استخباراتي أمريكي قوله؛ أبلغت وكالة المخابرات المركزية وزير الخارجية أنطوني بلينكين أن الهجوم المضاد الحالي الذي تشنّه أوكرانيا لا ينجح ومن غير المرجح أن يهزم روسيا.
بدأت أوكرانيا هجمات مضادة ضد روسيا في أوائل يونيو بعد تأخيرات عديدة، ووفقا لإعلان وزارة الدفاع الروسية ، اعتبارًا من 4 أغسطس فقدت أوكرانيا 43000 جندي و 4900 وحدة من المعدات العسكرية في هجمات مضادة.
ومع ذلك، فإن النقطة الرئيسية هي أنه وفقا للوثائق التي تم اختراقها سابقًا من وكالة المخابرات المركزية ، فإن هذه المؤسسة قد أعربت عن شكوكها بشأن نجاح الهجوم المضاد ضد روسيا قبل أشهر من بدء الهجوم المضاد في فبراير 2023 ، إلى الحد الذي وفقًا لأحدهم من الوثائق المسربة، نقل بايدن هذا الشك إلى مسؤولي حكومته وطالب باتخاذ قرار صحيح فيما يتعلق بالهجوم المضاد للأوكرانيين.
من المؤكد تماما أن السياسيين الرئيسيين في إدارة بايدن، جيك سوليفان وأنتوني بلينكين، شجعوا إدارة زيلينسكي على تنفيذ هذه العملية من خلال تجاهل التقرير المثير للقلق للوكالات الاستخباراتية والعسكرية الأمريكية بأن فشل هجوم أوكرانيا المضاد ضد روسيا أمر لا مفر منه.
ولاحت ذروة تعليقات سيمور هيرش الأخيرة حيث أشار على وجه التحديد إلى دور بلينكن في تشكيل المعادلات المعقدة الحالية في أوكرانيا وعجزه الحالي عن حل مثل هذه الأزمة.
ويقول: "وصلت رسائل حول أوضاع ساحة المعركة في أوكرانيا إلى بلينكن عبر وكالة المخابرات المركزية ، وفي هذه الرسائل تم التأكيد على أن الغزو لم ينجح واعتبروه إستعراضاً من قبل زيلينسكي، لكن كان هناك البعض في إدارة بايدن ممن صدقوا هراء زيلينسكي. "
ما هو مؤكد في تصريحات سيمور هيرش هو أن بلينكن وإلى حد كبير، سوليفان كان لهما نظرة ساذجة لأحداث حرب أوكرانيا، ومثل العديد من الأزمات الأخرى التي خلقاها في مجال السياسة الخارجية الأمريكية ، ليس لديهم القدرة على التحكم في العديد من التوترات التي ولّدوها هم أنفسهم.
يظلّ أن نقول بأنه في المستقبل القريب، سيتم نشر المزيد من الأخبار والوثائق المتعلقة بالدور السلبي والمدمّر لسوليفان وبلينكين في حرب أوكرانيا.
نورنيوز