وفي معرض توضيحه لأسباب إستهداف الارهاب للمراقد الدينية، ولماذا تم استهداف مرقد شاهجراغ عليه السلام للمرة الثانية قال الأستاذ الخفاجي المتتبع للعمليات الإرهابية التي تستهدف المراقد الدينية سواء بتفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في العراق عام ٢٠١١ في ظل الاحتلال الإمريكي، واستهداف مرقد السيدة زينب عليها السلام ومرقد التابعي الجليل حجر بن عدي في سوريا٬ يجد انها جميعها تصب باتجاه الهدف الأكبر وهو محاولات اثارة الفتنة الطائفية في هذين البلدين.
اما الهدف الآخر من وراء تنفيذ هذه العمليات الإرهابية فهو إعطاء الجماعات الإرهابية التكفيرية "جرعات من الانتقام والقتل" لافراد الطوائف الأخرى التي يكفرها الفكر الوهابي سواء تعليما وتدريسا او بإصدار الفتاوى المباشرة التي اطلقها أسيادهم والتي تدعو للقتل وتفجير مساجد وحسينيات الآخرين وتفجير مراقدهم. خاصة وان عملية تفجير المراقد وتفجير الحسينيات لا تحمل أية أهمية امنية او عسكرية.
وأوضح بالقول: ان العملية الإرهابية التي نفذها مسلحون ضد زوار مرقد السيد احمد بن الامام موسى الكاظم عليهما السلام المعروف بمرقد " شاه جراغ " في شيراز يتسق تماما مع عمليات القتل والتفجير التي يمارسها التكفيريون ضد المراقد المقدسة.
ولكن سيكون من السذاجة اعتبار هذه العملية هي نتاج " تخطيط وتنفيذ من الجماعات التكفيرية " فقط، وانما العامل الأهم الذي يقف وراء هذه العمليات هو وجود غرفة عمليات يديرها ضباط المخابرات الامريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلي" التي ترعى داعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وتنظيم خراسان، لاستغلال هذه الجماعات في الدول المختلفة ايران والعراق وسوريا وباكستان.
*أبعاد العملية الإرهابية
لذلك جاءت العملية الإرهابية في شيراز ضمن سياق تنفيد أجندات هذه المخابرت المعادية للجمهورية الإسلامية ولاستغلال العملية الإرهابية في محاولة للتدليل على ضعف القوات الأمنية في الجمهورية الإسلامية والتدليل على قوة الجماعات الإرهابية، خاصة وان واشنطن ولندن وتل ابيب ادركوا ان الانتصار الباهر الذي حققته القوات الأمنية الإيرانية وبمشاركة شعبية واسعة في القضاء على فتنة "الجوكر الأمريكي" في استغلال حادثة وفاة "مهسا اميني " والتي كانت نتاج اخطر مخطط من الحرب الناعمة خطط لها خبراء امنيون وعلماء نفس مدعومين بامبراطورية إعلامية واسعة والتي توزعت في اكثر من ٢٥٠ وسيلة إعلامية ممولة من المخابرات الأجنبية، هذا الإنجاز الأمني الكبير في ايران شكل ضربة قاصمة لكل الخلايا النائمة في المدن الايرانية المتخادمة مع المخابرات الامريكية والبريطانية والإسرائيلية سواء مباشرة او عبر الجماعات الإرهابية من فلول منظمة خلق الإرهابية او فلول الدعاة لعودة النظام الشاهنشاهي المقبور او جماعات كوملة وبيجاك الكردية الانفصالية. ولذلك هذه العمليات تريد ان تزرع جزءا من الامل والجرأة للتحرك في تنفيذ الأوامر والعمل التي توجه لبقية الخلايا النائمة لزعزعة الامن
* توجيهات أمريكية بريطانية إسرائيلية
واذا عدنا بالذاكرة الى تهديدات الرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي هدد بقصف ٥٢ هدفا ذات قيمة ثقافية ودينية في الجمهورية الإسلامية ردا على اية عمليات يقوم بها حرس الثورة الإسلامية للثأر لاغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني عندها سندرك ان ترامب استند في تهدياته بالقصف، الى قائمة من هذه الأهداف ذات القيمة الثقافية والدينية المرشحة للعدوان سواء تفجيرا قصفا معدة سلفا في غرفة العمليات في المخابرات الامريكية والامن القومي الأمريكي.
ومن هنا ندرك ببساطة ان الهجوم الإرهابي على مرقد شاه جراغ ليس بعيدا من توجيهات أمريكية او بريطانية او إسرائيلية او من هذه الجهات الثلاث معا.
كما تطرق الخبير السياسي العراقي للاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها العراق والتي نفذتها الجماعات الإرهابية ومنها داعش، تأثير على ممارسة الطقوس الدينية؟ أجاب الإعلامي والسياسي العراقي، قائلا: لاشك ان الهدف الأساس وراء تفجير المرقدين المقدسين للامامين علي الهادي والعسكري في سامراء وتفجير الحسينيات واستهداف الشعائر الحسينية والزاذرين بالعمليات الانتحارية كلها كانت هدف سواء في ظل نشاط القاعدة في العراق في ظل الاحتلال او تجددها على يدّ داعش بعد حزيران عام ٢٠١٤ كلها كانت تصب في هدف أساس وهو اثارة الفتنة الطائفية ودفع السنة والشيعة للاقتتال ولكن نسبة الوعي كانت عند الشيعة والسنة بدرجة عالية افشلت هذا المشروع الطائفي الامريكي بل ان السنة أيضا سارعوا للاستجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع آية الله العظمى السيد علي السيستاني، ليحارب السنة مع الشيعة وبمشاركة المسيحيين التنظيم الإرهابي.
وأكمل بالقول: الآن نلاحظ ان نسبة غير قليلة من السنة تشارك بشكل مباشر في مواكب الخدمة الحسينية ويشاركون بزيارة المراقد المقدسة في عاشوراء وفي زيارة الأربعين، وهذا دليل على فشل الأهداف الامريكية في تحقق الفتنة الطائفية كما كانوا يخططون لذلك.
*استهداف المراقد والاهداف الدينية
وتناول الخبير الأمني العراقي لطرق مواجهة مثل هذه الهجمات الارهابية، وقال: لاشك ان الجهد الأول في مواجهة مخططات استهداف المراقد والاهداف الدينية او غيرها من قبل تنظيم داعش او غيره من التنظيمالت التكفيرية هو من اختصاص الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وهذه الأجهزة تتحمل العبء الأكبر في هذا الشأن. ولكن هذا لا يقلل من دور علماء الدين السنة بضرورة تفعيل خطب الإدانة في صلاة الجمعة وتفعيل بيانات الإدانة والاستنكار لهذه العمليات الإرهابية، وذلك لمنع استغلال مواقع التواصل الاجتماعي او قنوات فضائية في استغلال هذه العمليات الإرهابية لتغذية الروح الطائفية لدى المراهقين والفتيان من أبناء هذه الطائفة وتصويرها وكانها اعمالا جهادية، ولاحظنا قبل أيام كيف ان قناة فضائية في لبنان وصفها امين عام حزب الله سماحة السيد نصر الله بانها كانت وراء التحريض ومحاولة اثارة الفتنة في حادثة انقلاب شاحنة تخص حزب الله في منطقة الكحالة في جبل لبنان ولولا حكمة افراد حزب الله وحكمة أبناء الكحالة المسيحيين لنجحت قناة فضائية واحدة وعدد من المسلحين من المليشيات في اشعال فتنة مسلحة تحقق اهداف المشروع الأمريكي الإسرائيلي لجر لبنان الى حرب أهلية.
نورنيوز