تجري زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى المملكة العربية السعودية في حين بدأت أمريكا تحركاتها المزعزعة للأمن في المنطقة من خلال تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج الفارسي بحجة توفير الأمن لخطوط الشحن التجارية.
من خلال مراجعة سياساتها السابقة التي بلغت ذروتها خلال رئاسة دونالد ترامب، تحاول أمريكا الآن تعزيز وجودها العسكري في المنطقة مع الحفاظ على التوازن ضد منافسيها الصاعدين، وذلك عبر عرقلة إقدام شركائها التقليديين في الخليج الفارسي على تطوير علاقاتهم مع ايران.
يعود تراجع الاعتماد الأمني للدول العربية في منطقة الخليج الفارسي على أمريكا في السنوات الأخيرة إلى الحقائق التي لا يمكن إنكارها حول تراجع هيمنة واشنطن في المنطقة، والتي يمكن رؤيتها في الإخفاقات الخطيرة التي واجهتها أمريكا في حروب العراق وأفغانستان وسوريا.
إن إعلان قبول دعوة الملك سلمان من قبل آية الله رئيسي وزيارته المرتقبة إلى الرياض سيضع العلاقات بين البلدين على مسار مختلف تماما، والذي سيكون جزءا مهما من أحجية النظام الجديد الذي يتم تشكيله في المنطقة.
تعدّ رجاحة وحنكة كلا الجانبين في توظيف الطاقات الإقليمية في الأبعاد السياسية والاقتصادية لخلق توازن بين المقاربات الجيوسياسية مع الأهداف المشتركة في كافة المجالات هو الإجراء الأكثر أهمية الذي يمكن أن يستمر في المسار الأصلي، مما يضمن بلورة علاقات مستقرة قائمة على مصالح البلدين، تصب في نهاية المطاف في صالح الاستقرار والأمن في المنطقة.
نورنيوز