نورنيوز- زعمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إيران خفضت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم البالغ 60٪ وخففت بعض هذه المواد من أجل تخفيف حدة التوتر.
وكتبت هذه الصحيفة نقلاً عن مصادرها، أن الحكومة الإيرانية أبطأت تكديس "اليورانيوم عالي التخصيب" ويمكن لهذه الإجراءات أن تساعد في تخفيف التوترات مع أمريكا، وتوفر إمكانية استئناف مفاوضات أوسع بشأن برنامج إيران النووي.
نُشر هذا التقرير بعد يوم من الاتفاق بين ايران وأمريكا بشأن تبادل السجناء والإفراج عن جزء من موارد النقد الأجنبي الإيرانية المجمدة.
تزعم صحيفة وول ستريت جورنال أيضا أن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أبلغوا إيران أنه إذا خفت حدة التوتر هذا الصيف، فسيكونون منفتحين على محادثات أوسع في وقت لاحق من هذا العام، بما في ذلك بشأن برنامج إيران النووي!
بالتزامن مع ذلك، لم يؤكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض تقرير وول ستريت جورنال بأن إيران خفضت مخزونها من اليورانيوم 60.
في الوقت نفسه قال "جون كيربي": إن أمريكا ترحب بمثل هذه الإجراءات لتخفيف التوتر. وفي إيران أفادت مصادر أن أنشطة إيران النووية مستمرة "دون انقطاع ووفقا للخطط السابقة لمنظمة الطاقة الذرية".
وباعتبار أن هذا الادعاء لم يؤكده حتى الأمريكيون، فإن السؤال المطروح هو لماذا أطلقت الأوساط الإعلامية الأمريكية مثل هذه المزاعم؟
لهذا كان لابد لنا من طرح عدّة نقاط في هذا الصدد:
أولاً: خلال عامين من المفاوضات حول تبادل السجناء، كان الأمريكيون يسعون لابتزاز إيران من خلال الغش والنكث بالوعود، وبهذا النهج عرقلوا المفاوضات وحالت تصرفاتهم دون الوصول إلى نتيجة عدة مرات.
بالإضافة إلى؛ منذ خريف العام الماضي وهم يتصورون انهيار إيران نتيجة الاضطرابات التي أشعلوها عبر عملائهم، أزالوا خيار التفاوض مع طهران وبالتركيز على التطورات الداخلية الإيرانية، لم يترددوا في بذل أي جهود لجعل البلاد غير آمنة.
لكن الاتفاق الأخير يظهر فشل سياسة العقوبات وانسحاب الأمريكيين من الادعاء بأن المفاوضات مع إيران ليست مطروحة على الطاولة، ويرجع ذلك إلى مثابرة الشعب الايراني في مواجهة العقوبات والتهديدات الداخلية والخارجية ويكشف عن قوة إيران المُتجذّرة.
ثانيا: على الرغم من أن الأمريكيين كانوا يعبثون علنا بأصول إيران لسنوات بالتنمر وخرق العهود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، إلا أن الجمهورية الإسلامية تمكنت أخيرا من الدفاع عن حقها وجزء كبير من أصولها بطريقة مشرفة، دون ابتزاز واستنادا إلى القانون الإستراتيجي الذي أقرّه مجلس الشورى الاسلامي.
ولا شك في أن هذا النجاح يجب أن يعزى إلى لعب الأدوار الفعالة والمتزامن بين حقلي "الدبلوماسية" و "الميدان"، والذي تم تحقيقه دون ربط جميع الأمور بقضية الإتفاق النووي واستناداً إلى سياسة التكامل داخل المنطقة وخارجها ومع نهج تحييد العقوبات.
ثالثاً: رغم أن الأمريكيين قد طغوا دائما على قضية تبادل الأسرى مع غلبة النظرة السياسية والفعالة لجميع القضايا، إلا أن ايران من خلال دخولها القضية بطريقة إنسانية، لم تسمح بالسلوك العدائي واللاإنساني للأمريكيين. حيث أرغمتهم على تغيير أساليبهم والقبول بشروط جديدة.
وهذا بالضبط هو السبب الذي جعل الاتفاق المذكور قد أثار موجة من الاحتجاجات، خاصة من الجمهوريين ضد البيت الأبيض، ومن خلال وصف القضية بـ "فدية القرن الأمريكية لإيران"، حيث طالبوا بايدن بالرد.
من جهة أخرى، لقد أحدثت هذه العملية مرة أخرى موجة متعاظمة بشأن تردد اسم إيران كدولة تمكنت من تحدي الأحادية الأمريكية وإعمال حقوقها المشروعة بدبلوماسية ذكية.
من الواضح أنه كلما اضطر أعداء الشعب الإيراني قبول منجزات الجمهورية الإسلامية في الممارسة العملية، يحاولون إثبات أنفسهم كفائزين في القضايا الحساسة من خلال الاعتماد على أدوات مختلفة من الحرب المعرفية التي يشنونها.
نورنيوز