نورنيوز- في الوقت الذي ماتزال فيه البي بي سي تقدم نفسها على أنها داعمة لحقوق الإنسان خصوصا النساء والأطفال ، إلا أنها لم تنقل ببساطة أخبار الفساد الأخلاقي لمقدم آخر.
كشفت صحيفة "صن" البريطانية اليوم السبت: اتهام مذيع في هيئة الإذاعة البريطانية بدفع عشرات الآلاف من الجنيهات لمراهق مقابل الحصول على صور جنسية غير محتشمة. في حديث مع هذه الصحيفة، أوضحت والدة هذا المراهق كيف تحول ابنها من "شاب سعيد وعاطفي إلى مدمن كراك" خلال ثلاث سنوات.
الا ان رد فعل بي بي سي على هذه الفضيحة جدير بالملاحظة ، اذ تناولت وسيلة الإعلام هذه التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان هذخ المادة الخبرية حول الفساد الجنسي لمقدمها بشكل خجول متجنبة حتى الإعلان عن اسمه.
حتى أن البي بي سي حاولت تغيير مكان المتهم والضحية ، إذ تقول "كاتي رازال" ، محررة الثقافة في البي بي سي ، إن الأسرة لم ترد على البي بي سي في البداية ، وهذا جعل تحقيق البي بي سي صعبًا!
على الرغم من أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) زعمت في نفس الأخبار القصيرة حول هذه الجريمة أنها "ستتابع بجدية أي اتهامات"، فإن نظرة على سجل هذه الوسائط تظهر العديد من حالات الفساد الأخلاقي وانتهاك لحقوق النساء والأطفال من قبل المدراء التنفيذيين والمسؤولين فيها. وسائط الاعلام هذه التي تزعم "المطاردة الجادة" للجناة، لو أن ذلك كان صحيحاً لكانت تلك الجرائم ستتوقف.
كمثال منذ وقت ليس ببعيد ، تم نشر خبر قصير ولكن مثير للجدل على مقدم برامج بي بي سي ، الذي اعتذر عن بث أصوات جنسية أثناء التغطية الحية لكأس الاتحاد الإنجليزي!
في هذا التقرير، حاول مسؤولو البي بي سي تشتيت انتباه الجمهور عما حدث بالفعل في الاستوديو من خلال إلقاء النكات على مقدم العرض أو الادعاء بأن الصوت كان قادمًا من الاستاد بدلاً من الاستوديو وإظهار الهاتف المحمول، وهو إجراء لا يمكن تصديقه ولم يلاحظه أحد.
وبحسب ما أوردته صحيفة "صن" فعلى الرغم من شكوى عائلة هذا الشاب للبي بي سي في 19 مايو من العام الجاري إلا أن استمرار حضور هذا المذيع على الهواء "خيب آمال" أسرة هذا الشاب.
نظراً إلى هذا السجل الأسود، يمكن القول بصراحة أن عبارة "السعي الجاد لمتابعة الجناة" هي مجرد كذبة لخداع الرأي العام والتقليل من أهمية الفساد المؤسسي والهيكلية في الشركة الإعلامية للعائلة المالكة البريطانية، الغارقة بعمق في جميع أنواع الفساد.
عندما يكون لدى الملك تشارلز نفسه عشرات من قضايا الفساد الأخلاقي والمالي ، فمن غير المتوقع أن نتوقع إذا اعتبرنا العلاقات غير الأخلاقية في القطاعات الأخرى ، بما في ذلك وسائل الإعلام الحكومية في بي بي سي ، سابقة فريدة او عجيبة.
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لوسائل إعلام مليئة بالفساد والفضائح الأخلاقية أن تدعي تقديم معلومات صادقة وتتهم الآخرين بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وحماية المرأة والطفل والإنسانية؟
نورنيوز