نورنيوز- استضاف مطار صنعاء على مدار ثلاثة أيام رحلات لتبادل الأسرى اليمنيين والسعوديين، في اليوم الأول من تبادل الأسرى تم الإفراج عن 250 من أسرى أنصار الله من سجون عدن مقابل 35 أسيراً من التحالف السعودي ونقلهم إلى صنعاء في رحلتين.
في إطار اليوم الثاني من تبادل الأسرى بين اليمن والتحالف السعودي عاد 350 يمنيًا مفرجا عنهم إلى عاصمة بلادهم.
تم تبادل الأسرى بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الوفد السعودي العماني إلى اليمن والاتفاقات بين الطرفين لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، والتي بموجبها تم تنفيذ جزء كبير من رفع الحصار عن اليمن، من ضمن ذلك رفع الحظر عن السفن والتي يمكن لها أن ترسو في الموانئ الجنوبية لليمن.
جاءت هذه التطورات في موقف تثبت فيه مراجعة الحرب المفروضة على اليمن عدة حقائق:
المقاومة الوطنية لليمنيين رغم العقوبات والحصار والكوارث الإنسانية المفروضة عليهم، أثبتت في نهاية المطاف تفوق اليمن على المعتدين وإنجازات الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية، إلى جانب المقاومة الشعبية، أجبرت المعتدي أخيرا على التخلي عن مطالبة الغرب باستمرار الحرب.
إلا أن وسائل الإعلام الغربية تكرر مزاعم المسؤولين والمحللين الغربيين، وتحاول أن تنسب تبادل الأسرى إلى الاتفاق بين إيران والسعودية وتتظاهر بأن اندلاع الحرب في اليمن كان بسبب الخلافات بين الشيعة والسنة وكان متأثرًا بسلوك إيران.
هذه المواربة الإعلامية تهدف إلى إخفاء دور الغرب في خلق واستمرار الحرب في اليمن والحصار اللاإنساني لهذا البلد لدرجة أن البي بي سي، على سبيل المثال تستخدم كلمة "أسرى حوثي" بدلاً من "الأسرى اليمنيون" بصياغتها.
تهدف هذه الأدبيات المخاتلة من خلال تغيير الكلمات في الواقع إلى تهميش العديد من المفاهيم القائمة على القوانين الدولية وتغيير مسار الملاحقة القانونية المحتملة لأضرار هذه الحرب المفروضة في المستقبل ، سواء استنادًا إلى القوانين الدولية مثل ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الإنسانية ومقررات اجتماعات جنيف، حيث أن مصطلح أسير له عبء قانوني مختلف.
كلمة "أسير" مشتقة من الحرب بين هيكلين حكوميين، لهما قوانين مثل مجرمي الحرب، وحقوق أسرى الحرب وما إلى ذلك.
ويشكل استخدام مصطلح الأسرى من قبل وسائل الإعلام مثل البي بي سي تحريفًا للطبيعة الأساسية لهؤلاء الأشخاص ، والتي على أساسها يحاول الغرب منع الأسرى اليمنيين المحرومين من حقوقهم الأساسية من ممارسة حقوقهم وفقًا للقوانين الدولية.
طبعا هذا الحقد الصادر من امثال البي بي سي له اهداف مثل تقليص دور المقاومة اليمنية للسجناء العاديين مثل اشتباكات الشوارع ونزع الشرعية عن حكومة الشعب اليمني واخفاء ابعاد دور الغرب في قتل ابناء هذا البلد ، وتشويه تاريخ 8 سنوات من الجرائم ضد اليمن ومقاومة الشعب، واختزال مقاومة الشعب اليمني بمحور واحد يدور حول كلمة الحوثيين.
هذا على الرغم من حقيقة أن مقاومة الشعب اليمني التي استمرت ثماني سنوات كانت على مستوى البلاد وفي نفس الوقت لعبت أنصار الله دورًا في المفاوضات نيابة عن الشعب وجميع الفئات اليمنية.
على الجانب الآخر؛ على الرغم من أن الغربيين جنىوا الكثير من الأموال من بيع الأسلحة من خلال محاصرة التحالف السعودي في الحرب، إلا أن الرأي العام العالمي رأى فشل هذه الأسلحة المتطورة ضد إرادة ومقاومة اليمنيين.
يمكن أن يصبح هذا نموذجًا للدول الأخرى ضد عدوان الغرب واحتلاله، وبالتالي فإن وسائل الإعلام الغربية ، بصياغة زائفة وتغيير طبيعة الحرب المفروضة على اليمن ، تسعى للتقليل من أبعاد فشل الغرب في اليمن.
اللعب بالكلمات والمصطلحات يطبق على الأسرى الفلسطينيين منذ سنوات وكأسرى فلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني فإنهم يخفون طبيعة احتلال هذا الكيان ومقاومة الفلسطينيين لتحرير أرضهم كحق مشروع ودفاع عن النفس.
نورنيوز