نورنيوز- قبل ان تستعر نيران الحرب في أوكرانيا، كشفت نظرة فاحصة على سلوك الأمريكيين أن البيت الأبيض كان يتبع سيناريو ، من خلال تعريض الأمن القومي لروسيا للخطر ، سيجبر موسكو على القيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا.
نفذ هذا السيناريو في إطار عملية متعددة الأوجه ومشتركة تركزت على حرب الموجة الرابعة ضد روسيا.
وكما هو متوقع أفضى هذا السيناريو المذكور أخيرا الى اندلاع حرب واسعة النطاق نسبيا على الأرض الأوكرانية، حيث توجد روسيا في جانب والناتو من الجانب الآخر كذراعين لواشنطن بالوكالة.
إنخرطت أوروبا في هذه الحرب عندما خضع رؤساء القارة الخضراء، باتباع عقيدة السياسة الخارجية لجو بايدن لعام 2022 أمام البيت الأبيض.
تحت تأثير التلقين المعادي للروس من قبل الأمريكيين، ألزموا أنفسهم بشكل أعمى بتقديم الدعم الكامل لحكومة فلاديمير زيلينسكي.
في الوقت الحالي، وعقب حوالي ثمانية أشهر من هذه الحرب، التي أثرت آثارها المدمرة على العالم كله، لا سيما في مجالي الغذاء والطاقة ، يبدو أن الحكومات الأوروبية لا تزال تفتقر إلى الشجاعة للتراجع عن مواقفها الخاطئة.
من خلال إثارة قضايا وهمية وثانوية مثل دور إيران في الحرب، فإنهم يسعون إلى تبرير سياساتهم الخاطئة وإبراز افتقارهم إلى المساءلة أمام مواطنيهم.
واليوم، بعد مضي قرابة ثمانية أشهر على هذه الحرب التي تركت آثارها المدمرة على العالم كله، خاصة في مجالَي الغذاء والطاقة، على الرغم من تكشف كافة أبعاد أهداف الولايات المتحدة منذ اندلاع هذه الحرب، ولكن على ما يبدو ، على الرغم من تورط الحكومات الأوروبية في المشاكل الناجمة عن تداعيات الحرب ، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى الشجاعة للتراجع عن مواقفها الخاطئة، وبإثارة قضايا وهمية وثانوية مثل دور إيران في الحرب، فإنها تسعى إلى تبرير سياساتها ومشروعها الخاطئ، وبهدف التملّص من حنق وغضب مواطنيها على ما بلغته الأمور.
وتدل الخلافات بين الحكومات الأوروبية في هذا الصدد على تدهور الوضع على سبيل المثال ؛ على الرغم من أن مواقف فرنسا وألمانيا كانت دائمًا قريبة من بعضهما البعض في العديد من القضايا، وعادة ما عارضتا أو على الأقل تنافسا مع بريطانيا، ولكن في ظلّ أزمة الطاقة، دخلت كل من فرنسا وألمانيا في خلاف عميق بشأن سعر الكهرباء.
نشأ هذا الخلاف من حقيقة أنه وفقًا للاتفاقيات السابقة، كان من المفترض أن يتم تحديد سعر الكهرباء في أوروبا على أساس سعر الغاز، ولكن في الوضع الحالي، لأن فرنسا لديها العديد من محطات الطاقة النووية وتواجه مشاكل أقل مع الكهرباء، فهي ليست على استعداد لقبول ارتفاع أسعار الكهرباء.
من ناحية أخرى؛ الجماعات السياسية ووسائل الإعلام في ألمانيا، التي تراقب هذه القضية، تؤكد باستمرار أن رئيس الوزراء الجديد هو شخص ضعيف وغير قادر على الحفاظ على مكانة ألمانيا الإقتصاد الأول في القارة الأوروبية.
من جانب آخر؛ منذ بداية حرب أوكرانيا، أعلنت المجر أنها لا تقبل الحظر الروسي وستواصل شراء الغاز من هذا البلد. كما ان بولندا سعيدة أيضا بإضعاف أوكرانيا وضم جزء من مناطقها إلى روسيا بسبب انفصال ثلاث مقاطعات في هذا البلد بعد الحرب العالمية الثانية وضمها إلى أوكرانيا.
من الجلي جدا أن أمريكا حضرت خطة مفصلة للتعامل مع روسيا وأوروبا في نفس الوقت وتسعى لإضعافهما وضربهما مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
في الحرب العالمية الثانية، انتصرت امريكا في الحرب بالطريقة ذاتها، فبعد عامين من بدء الحرب، عندما دمر جزء كبير من أوروبا، وبعد قصف اليابان بالقنابل الذرية، وفي وضع كان فيه جميع المنافسين لهيمنة واشنطن قد أنهكتهم الحرب، إنتهزت واشنطن الفرصة وفرضت سيطرتها في القارة العجوز.
على مايبدو انه لا ينبغي أن يكون فضح السيناريو الشرير للبيت الأبيض للعودة إلى مكانته الضائعة باعتباره حلقة الوصل للعالم أمرا معقدًا، لا يستطيع القادة الأوروبيون ادراكه.
نورنيوز