نورنيوز- خرجت احتجاجات محدودة يوم السبت المنصرم في العاصمة الألمانية برلين بمزاعم وتحضيرات غير مسبوقة. حاول منظمو الإحتجاجات إضفاء الطابع المؤسسي على وهم الأغلبية في أذهان المعادين لايران من خلال تنظيم حشد واسع النطاق يستعرض المتضامنين مع المناوئين للجمهورية الاسلامية في العاصمة برلين.
كان هدف منظمي الإحتجاجات الضغط على الدول الأخرى لإتخاذ مواقف تجاه إيران، وشحن الأجواء بشكل أو بآخر لإظهار ايران بمظهر المنبوذ عالمياً.
ولكن حتى لو اقتنعنا بالمزاعم الموجودة حول عدد الأشخاص الحاضرين في هذه التظاهرة، وفقًا لإجمالي عدد الإيرانيين الذين يعيشون في أوروبا، فقد شارك في هذه التظاهرة بحد أقصى ما بين 2 و 4٪ من الايرانيين المتواجدين في ألمانيا.
حيث أُعلن خلال الايام المنصرمة عدة مرات عن ضرورة عدم إحضار الناس أي أعلام أو لافتات تشير إلى أصلهم وانتمائهم وتوجههم للمشاركة في التظاهرات، ولكن كشفت الصور المنشورة للمظاهرة أن مجموعات مختلفة ظهرت وهي ترفع رموزها الخاصة.
هذه الخطوة إن كانت تدلّ فهي تدلّ على عدم الإصغاء إلى هذا التحذير، وتعد خير دليل على فضح الانقسام وعدم وجود قيادة وكلمة موحّدة بين أوساط المعادين لإيران، فضلاً عن التنافس الشديد فيما بينهم بشأن من سيظهر ويبرز نفسه أمام العلن.
كشف استقصاء العلامات المستخدمة في مظاهرة برلين أن الجزء الرئيسي من السكان المشاركين كانوا من المثليين جنسياً والمنافقين والانفصاليين والملكيين والفوضويين.
بالإضافة إلى هؤلاء الأشخاص، كانت مجموعة محدودة أيضا حاضرة في المظاهرة، والتي يجب ذكرها كمتظاهرين.
على العموم، مثلما يعترف النظام بحق التظاهر لأبنائه داخل ايران، فإن الإيرانيين الذين يعيشون في بلدان أخرى ليسوا مستبعدين من هذه الدائرة.
كانت القضية المهمة للغاية التي فوتتها وسائل الإعلام عن قصد هي عدم حضور أكثر من 95٪ من السكان الإيرانيين الذين يعيشون في أوروبا في العرض الباهظ الثمن في برلين يوم السبت الماضي.
تدعي وسائل الإعلام تلك بشكل موارب دائمًا أن الشعب الإيراني لا يشارك في التجمعات الاحتجاجية داخل البلاد بسبب انعدام الحرية والخوف من الاشتباكات الأمنية.
ولكن لو قبلنا هذا الافتراض؛ إذن سبب رد الفعل البارد للإيرانيين الذين يعيشون في أوروبا مع عرض برلين الموارب لعاصمة الحرية! ما هو سبب وضع خدمة المواصلات وتكلفة الاكل والشرب مجانية ..؟!
الأفضل للغرب وحلفائه الإقليميين أن يصبوا إهتمامهم على مشاكلهم السياسية والاقتصادية والأمنية بدلاً من البحث عن الفتنة في دول أخرى، حتى تشهد شعوب هذه الدول أرقاماً قياسية جديدة في سقوط الحكومات ، وتفشي التضخم ، ونقص الغذاء والعودة الى الحطب كل يوم وليس البنزين أو المحروقات.
نورنيوز