معرف الأخبار : 111202
تاريخ الإفراج : 10/17/2022 7:32:51 PM
كيف حوّلت أوروبا "المتوسّط" لأكبر مقبرة للمهاجرين في العالم؟

كيف حوّلت أوروبا "المتوسّط" لأكبر مقبرة للمهاجرين في العالم؟

تكشّف الوجه الحقيقي وسقط القناع الذي كانت ترتديه القارة العجوز وتخدع به كل من على وجه الخليقة، فلا أحد اليوم إلاّ وبات يعلم مدى العنصرية والقسوة التي أبدتها غالبية الدول الأوروبية في طريقة تعاملها مع أزمة المهاجرين من الدول الإسلامية، وتجلّت الخديعة الأوروبية في الدفاع عن حقوق الإنسان عندما إندلعت الحرب الأوكرانية، حيث مالبثت أن اندلعت الحرب حتى سارعت الدول الأوروبية لإنقاذ الأوكرانيين، نظرا لأنهم غير مسلمين وفقاً لما فضحته بعض وسائل الاعلام القابعة تحت سلطة المكنة الغربية نفسها.

ولكن قبل أن نلج في عالم الأرقام والإحصائيات التقريرية، لابد لنا من إستحضار هذه الملحوظة، وأن نوضح سبب إنتقادنا اللاذع للقارة العجوز بشأن تعاملها مع أزمة المهاجرين، الأمر بما فيه هو ان هذه القارة المتطورة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان وأولوية الحياة البشرية في كل تعاملاتها وأنها تواصل تطوير ترساناتها التسليحية ومسار تقدّمها لحماية وصون البشرية والدفاع عن حقوقها، ولكن رغم إمتلاكها أفضل الأساطيل البحرية في العالم تركت اللاجئين المسلمين في غالبيتهم يهلكون غرقاً في مياه البحر الأبيض المتوسّط الذي بات بسبب القسوة الأوروبية بحرا أحمراً مضرجاً بجثث الغرقى.

*البابا: إقصاء المهاجرين أمر مشين... وإجرامي

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية وفاة أكثر من 4470 مهاجراً على طول طرق الهجرة المختلفة في جميع أنحاء العالم خلال العام 2021، مقارنة بـ4236 مهاجراً في عام 2020، ليصل بذلك إجمالي حالات الوفاة المسجّلة بين المهاجرين منذ العام 2014 إلى أكثر من 45 ألفاً و400 حالة وفاة.

وقد توّج البابا فرنسيس هذه الأرقام خلال زيارته إلى جزيرة ليسبوس اليونانية قبل أسبوعين، بوصفه البحر الأبيض المتوسّط بأنّه "أصبح مقبرة باردة بدون الحجارة التذكارية على القبور. هذا الحوض الكبير من المياه مهد العديد من الحضارات، يبدو الآن مرآة للموت. من فضلكم، لنوقف غرق الحضارة هذا".

الإجرام الأوروبي بحق المهاجرين المسلمين، دفع حتى البابا فرنسيس مؤخراً لإنتقاد بشدة عن المهاجرين ووصف إقصاءهم بأنه أمر "مشين وكريه وآثم"، مما يجعله على طريق التصادم مع الحكومة اليمينية المقبلة في إيطاليا.

وجاءت تصريحات البابا خلال مراسم لتطويب أسقف عاش في القرن التاسع عشر وكان يُعرف بلقب "أبو المهاجرين" إلى جانب إعلان قداسة رجل من القرن العشرين كان يقدم الدعم الروحي للمرضى في الأرجنتين.

*أرقام صادمة

وكانت قد قالت المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق: إن أكثر من 33 ألف شخص غرقوا وهم يحاولون الوصول إلى شواطئ أوروبا خلال 17 عاما، مما يجعل البحر المتوسط "أكبر منطقة حدودية من حيث عدد الوفيات بالعالم وبفارق كبير عما بعدها".

وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير أنه بعد وصول عدد كبير قياسي من الوافدين خلال الفترة بين عامي 2014 و2016 أسهم الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف قدوم مهاجرين عبر اليونان وانتشار دوريات قبالة سواحل ليبيا في تقليل عدد المهاجرين بدرجة كبيرة. وذكر كاتب التقرير فيليب فارغيس أن الأرقام تقلل على الأرجح من الحجم الفعلي للمأساة الإنسانية. وأضاف التقرير أن "33 ألفا و761 مهاجرا على الأقل جرى الإبلاغ عن وفاتهم أو فقدهم في البحر المتوسط من عام 2000 وحتى 30 يونيو/حزيران 2017".

وتابع الكاتب أن التقرير خلص إلى أن الحدود الأوروبية في البحر المتوسط هي أكبر منطقة من حيث عدد الوفيات في العالم. وحسب المنظمة الدولية للهجرة وبحسب إحصائها للعام 2017، فإن نحو 161 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى أوروبا بحرا هذا العام حتى الآن، وإن 75% منهم وصلوا إلى إيطاليا، في حين وصل الباقون إلى اليونان وقبرص وإسبانيا. وأضافت أن نحو ثلاثة آلاف غرقوا أو فقدوا هذا العام.

*تركيا تهاجم الأوروبيين

في السياق، نفى إسماعيل تشاتاكلي نائب وزير الداخلية التركي، تورط بلاده في واقعة عثرت خلالها اليونان على 92 من المهاجرين غير النظاميين قرب حدودها الشمالية مع تركيا. وكتب تشاتاكلي على تويتر ردا على تغريدة لوزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي "نظرا لأنكم لم تتمكنوا من رصد حالة واحدة لانتهاك تركيا لحقوق الإنسان، فأنتم تسعون فقط إلى كشف صورة قسوتكم كما لو أنها من فعل تركيا". وكانت الشرطة اليونانية قالت السبت، إنها أنقذت مجموعة من 92 مهاجرا عثرت عليهم عراة، وفي أجسام بعضهم جروح قرب حدود اليونان الشمالية مع تركيا.

وأضافت الشرطة في بيان أن جميع أفراد المجموعة من الرجال، وأنها عثرت عليهم يوم الجمعة قرب نهر إيفروس الذي يمثل خط الحدود بين اليونان وتركيا. وتابعت الشرطة اليونانية أن تحقيقا أجرته بالمشاركة مع مسؤولين من وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) توصل إلى أدلة على أن المهاجرين عبروا النهر إلى الأراضي اليونانية في قوارب مطاطية من تركيا.


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك