معرف الأخبار : 110822
تاريخ الإفراج : 10/9/2022 12:37:02 PM
تاتو العجايز

تاتو العجايز

كانت امهاتنا تحترم وتوقر وطفاء يحلف بعفتها وخجلها لا نهاء مرأة فلكل عمر قوانين يسير عليها البشر فعندما يصدر فعل من شاب في مرحلة المراهقه يختلف حسابه عن الفعل الذي يصدر من رجل كبير في السن أو بالغ فكانت النساء الكبيرة في العمر بمثابة المرجع الرئيس للعائلة في كل صغيرة وكبيرة تستشار.

واحد الناس ممن أعرفهم تروي لي جدتي رحمها قصته مع والدته وكيف كانت تحترمه وتخجل منه غاية الخجل بالرغم من إنها أمه، وفي إحدى الايام كنت عند جدتي جئت لزيارتها ونتبادل الحديث أنا وهي اسألها عن أخبار الأولين من جيلها وهي تجيبني وذكرنا سيرة ذلك الرجل الذي تجمعنا به صلة قرابه ، فقالت هذا الرجل كانت والدته إذا سمعت صوته تغطي وجهها بغطاء رأسها ( تضع طرف الشيلة على وجهها) وإذا سلم علها تستوي واقفة وتقبله في كتفه ولا يرتفع صوتها في حضرة ابنها وكأن من يجلس يحدثها والدها.

ليت جدتي عاشت حتى هذا اليوم لترى النساء الكبيرة ترفع حواجبها و تعمل التاتو وتتبرج كما لو أنها عروس ولا تراعي الحشمة والوقار وكبر سنها واحفادها شواربهم ملئ وجوههم ، وفي يوم ما كنت اراجع إلى إحدى المستشفيات ورأيت امرأة بعمر الستين سنة تمسك سگارتها بيدها ورافعة الحواجب وشفتاها مخطوطة بأحمر الشفاه وكأنها بنت الأربعة عشر سنة ، ورب سائل يتسائل هل هذا حرام  يجيبه الشارع نعم إن هذا حرام بحسب الدين و العادات والتقاليد والمجتمع الشرقي الذي نعيش فيه.

أما في البلدان الأخرى غير العربية فثقافتهم وديانتهم المستحدثة تختلف عنا كثيراً فمن الطبيعي أن تلبس المرأة بنطلون الجينز أو تكشف رأسها أو تصطحب أحد تتنزه معه أو تحتسي كأساً من الخمر وإذا لم تفعل قد ينظر لها المجتمع على أنها معقدة أو تعاني من مرض نفسي ، لكن تلك البلدان يحكمها قانون يفرض عليها أن يمارس كل شخص حريته 

أما شعوبنا العربية يحكمها الاحترام والالتزام وحينما ترى البنت امها تفعل ما هو محرم عند الشارع فلا يمكن أن تحترمها  ولايمكن أن تسيطر الأم على بنتها وتربيها تربية صحيحة و الأسباب التي قوضت أسرنا العربية والإسلامية وأدت إلى انتشار كبير لحالات الطلاق هي الثقافات الدخيلة للشعوب الأجنبية التي غزت مجتمعاتنا من جانب واساءة الشعب لاستخدام وسائل التكنولوجيا  وتطبيق ما يراه في المسلسلات والأفلام ويعتبره واقع حقيقي من جانب آخر وتقول عبارة تدل على أن كل حالة هي خاصة بالوضع الذي يعيشه الإنسان وكما يقولون ( الشاف قصر الناس خرب بيته ) وهذا ما جعل مجتمعاتنا ضحية سريعة التفكك.

رسول عبيد الكربلائي


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك