نورنيوز- رغم تراجع معدل انتشار كورونا ووصول عدّاد الإصابات فيه إلى الصفر في العديد من الدول مع تطبيق التطعيم العام في أجزاء كثيرة من العالم، كشفت بعض التقارير مؤخراً عن عودة مقلقة لذروة هذا المرض في بعض الدول خلال الأيام الأخيرة.
أعادت زيادة عدد المصابين بهذا المرض، وكذلك إعادة طرح الآراء حول تعمد انتشار هذا الفيروس، مرة أخرى وضع قضية كورونا على رأس قائمة أخبار وسائل الإعلام العالمية.
ومنذ أن ظهور هذا الوباء لأول مرّة، وفي ظلّ الكشف عنه في الصين، وجهت أصابع الإتهام دون أي تحقيق شفاف ومنصف في نشأة الفيروس إلى بكين، خصوصاً من قبل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بالطبع، من وقت لآخر كانت هناك تكهنات حول دور الحكومات الأخرى في خلق هذا الفيروس.
حيث أعلن مؤخراً الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي الأمريكي جيفري ساكس أن فيروس سارس-كوفيد2، الذي أدى إلى جائحة كوفيد-19، لم يكن له أصل طبيعي وخرج من مختبر بيولوجي في أمريكا.
ولكن لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه أصابع الإتهام نحو أمريكا بشأن التسبّب بهذه الكارثة العالمية، فمنذ وقت ليس ببعيد، أعلن الروس عن استحواذهم على أماكن ومختبرات في أوكرانيا كانت في حوزة امريكا وكانت على الأرجح تستخدم لإجراء تجارب بيولوجية.
في السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في اجتماع لجنة مجلس الاتحاد الروسي مؤخراً: المختبرات البيولوجية الأوكرانية هي جزء من برنامج واشنطن الواسع حول العالم.
وقبل هذه التصريحات بوقت قصير، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن الوثائق التي استحوذ عليها الروس في أوكرانيا تظهر أن تجارب بشأن أصل فيروس كورونا في الخفافيش أجريت في مختبرات بيولوجية أقيمت في أوكرانيا وبتمويل من أمريكا.
وفي هذا الصدد، فُسرت بعض تصريحات السلطات الأمريكية على أنها اعتراف مُبطّن بتصنيع فيروس كورونا في المختبرات.
إذ أظهرت تصريحات مديرة وكالة المخابرات المركزية إبريل هاينز خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ صورة واضحة لملكية المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.
في ذات السياق؛ قالت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي حول التطورات في أوكرانيا: أوكرانيا لديها مرافق ومنشآت أبحاث بيولوجية، ونحن قلقون من أن القوات الروسية قد تحاول السيطرة عليها، لذلك نحن نعمل مع الأوكرانيين لمنع وقوع أي مواد بحثية في أيدي القوات الروسية.
تغدو هذه القضية مهمة عندما نعلم أن واشنطن لم تصادق أبدًا على اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية والميكروبية، لكن سياسات البيت الأبيض المثيرة للشكوك والشبهات كانت تغطيها باستمرار مظلة المنظمات الدولية.
على سبيل المثال، في أكتوبر من العام الماضي، وفي بيان مشترك، طلبت كل من روسيا والصين من الأمم المتحدة ممارسة السيطرة على التطوير المحتمل للأسلحة البيولوجية الأمريكية، وهو الأمر الذي لم تنظر فيه المنظمة لا من قريب ولا من بعيد.
ورغم أن الدور المشبوه لأمريكا في خلق فيروس كورونا قد لا يكون مصحوبا بدليل قوي للوهلة الأولى، إلا أن سياساتها المخاتلة هذا الصدد تكشف إمكانية أن يكون ذلك حقيقة، خصوصا عندما عندما نعود بالذاكرة عندما استخدمت أمريكا العامل البرتقالي في حرب فيتنام وعندما تواطأت مع صدام حسين في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد إيران، وكذلك استخدام الأسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، وهي أدلّة واقعية على أن هذا البلد لا يخجل من الانخراط في سلوك عسكري غير تقليدي يعادي حقوق الإنسان من أجل تحقيق مآربه.
نورنيوز