نورنيوز- تنحّى مؤخراً رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني "نفتالي بينيت" الذي تولى السلطة في شكل حكومة ائتلافية عن السلطة وذلك على الرغم من ادعاء تغيير في أسلوب الإدارة، إلاّ أنه اتبع عملياً نفس المسار الذي سلكه سلفه، نتنياهو، ليندرج هو الآخر على قائمة الفشل في الهيكل السياسي المهتز لهذا الكيان نظرا لفشله في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.
منذ توليه رئاسة الوزراء، لم ينفك بينيت عن المحاولة أن ينسب المُسببات الرئيسية للاضطرابات داخل الأراضي المحتلة إلى عوامل خارجية، لا سيما محور المقاومة، وقدم نفسه على أنه الحل الوحيد للتعامل مع هذه المعضلات.
حيث سارع بعد توليه للسلطة الى انتهاز أكثر حاجة حساسة بالنسبة لسكان الأراضي المحتلة أي الأمن وعبر استخدم جميع الوسائل الإعلامية والإعلانية التي بحوزته، بغية حرف أنظار مواطنيه عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وإقناعهم بضرورة التعامل مع التهديدات الأمنية، ليتمكن فيما بعد من تلقين الصهاينة انه الملاك الذي سيوفّر لهم الأمن.
ولكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن، فلم ينحصر الأمر بعجز بينيت عن تحقيق الحلم الصهيوني المتمثّل بالمعادلة الأمنية فحسب، إنما أفضت أفعاله الشريرة على المدى القصير الى إضفاء تحديات أمنية جديدة وغير مسبوقة على الوضع السابق.
إلى جانب تفاقم حالة انعدام الأمن، أدى عدم قدرة حكومة بينيت على تنظيم الشؤون الداخلية والوضع الاقتصادي للكيان إلى رفع الشعور بانعدام الأمن في أبعاد مختلفة، وهو مابلغ ذروته في أواسط الرأي العام.
إلى جانب أعمال فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية وأراضي 1948، واجهت حكومة بينيت هجمات إلكترونية واسعة النطاق على بنيتها التحتية خلال هذه الفترة الزمنية، وكان أهم نظام دفاعي لهذا الكيان وهو "القبة الحديدية". في مواجهة الزخات الصاروخية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي ضربت الداخل الصهيوني بكل جدارة.
على خلفية ذلك، حاولت حكومة بينيت تعويض ضعف هذا الكيان في التعامل مع الهجمات الصاروخية من خلال التركيز على اتباع الهجمات الإلكترونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلاّ أنه خلافاً للكثير من المزاعم، انقلب السحر على الساحر، وتلقى الكيان الصهيوني ضربات عديدة استهدفت منظومته الإلكترونية، وبات عاجزا أكثر من أي وقت مضى.
في ذات السياق؛ ومنذ وقت ليس بالبعيد حاول بينيت تنفيذ "مبدأ الأخطبوط" الذي يركز على مواجهة إيران ذاتها بحسب زعمه، وذلك بالتحريض ضد إيران، وخوض حرب مباشرة معها.
حدد بينيت إحدى بؤر هذه المعركة في الساحة الإلكترونية وادعى أنه سيركع إيران على ركبتيها من هذه النقطة في المستقبل القريب.
إلاّ أنه وفي ضوء توعّداته وتعهّداته بتركيع ايران، عبر الضربات الإلكترونية، أُرغم هو نفسه على مغادرة ميدان السلطة كما حُلّ البرلمان أيضاً.
مزاعم بينيت في مجال الهجمات الإلكترونية جاء في وقت اضطر فيه إلى التنحي بسبب تصاعد الانفجارات والحرائق واضطرابات البنية التحتية الصناعية والعسكرية في الأراضي المحتلة، والتي تزعم السلطات الصهيونية أن العديد منها نفذته جبهة المقاومة.
ما يثير الإهتمام وسط كل هذه التطورات، هو ما أعلنه يوم الثلاثاء الماضي، غابي بورتنوي رئيس السلطة الإلكترونية الوطنية الإسرائيلية، خلال مشاركته في حفل "أسبوع الإنترنت" في جامعة تل أبيب، أن إسرائيل تبني "قبة سايبر حديدية"!
وفي إشارة إلى أن إيران، إلى جانب حزب الله اللبناني وحركة حماس، أعلن أنهم باتوا المنافسين الرئيسيين لإسرائيل في مجال الحرب السايبرانية، وقال: نراهم ، ونعرف كيف يعملون، ونحن بجوار آذانهم!
وتجري هذه البروباغندا الواسعة للصهاينة بشأن القوة السيبرانية في وقت لم ينجم عن عجزهم في هذا الصدد أي نتيجة سوى فرض تكلفة ضخمة جديدة عليهم تسمى "القبة الحديدية السيبرانية".
ولكن يبقى أن نشهد كيف ستفشل هذه القبة المزعومة على غرار نظيرتها القبة الحديدية السابقة التي لم تكن قادرة على التعامل مع صواريخ المقاومة وأصبحت رمزا للهزيمة للصهاينة، لكن لا بد أن قادة هذا الكيان قد أدركوا بشكل جيد الآن أنه لا يمكن حصر المعركة الماثلة على الصفحات الافتراضية والبروباغندا الخاوية فقط.
نورنيوز