وقال البياتي في حديث خاص مع وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء: ان "حكومة السيد محمد توفيق علاوي هي اول حكومة عراقية تتشكل باسمها الظاهري بانها حكومة مستقلين، الا ان هناك قضايا كثيرة في باطن هذا الموضوع".
واعتبر ان السبب وراء انزعاج بعض الاطراف من كلمة مستقلين، "هو ان هناك في الباطن كتل اخرى حاولت ان تأخذ كل زمام الامور، وباسم الاستقلالية اتوا باشخاص غير منتمين وغير واضحين".
وأشار البياتي الى ان "السيد رئيس الوزراء المكلف اخذ على عاتقه بأن يبقي هذه الاسماء سرية ولا يفشي بها، وهذا الامر ادى الى زيادة اللاءات سواء كان من المكون السني او من المكون الكردي، او من حتى التركمان وجهات شيعية اخرى ما ادى الى جعل تمرير الحكومة أمرا صعبا في ظل هذه الظروف".
وأكد "أرى استحالة اكتمال النصاب تحت قبة البرلمان وتمرير الحكومة في الخميس القادم، خصوصا بعد الرسالة التي وجهها السيد محمد توفيق علاوي وتحدث خلالها بلغة التهديد بأن هنالك اموالا وصفقات شراء في البرلمان العراقي".
وتابع البياتي "هذه القضية عقدت الموضوع اكثر لان مجلس النواب تقدم بشكوى بهذا الخصوص ضد السيد علاوي لاتهامه للبرلمان، وكذلك قضية الكرد، فهم تقريبا اعلنوا عدم تصويتهم على الحكومة، او حتى عدم حضورهم تحت قبة البرلمان في الجلسة الخاصة بالتصويت على الحكومة".
ولفت الوزير العراقي السابق الى ان "اتصال بومبيو بالسيد علاوي كان فيه نوع من الشيطنة الامريكية، لكسر النصاب داخل قبة البرلمان كون ان المكونين السني والكردي اتفقا على عدم التصويت وبقي المكون الشيعي الذي يشكل النصاب القانوني لتمرير الحكومة"، مؤكدا ان "الامريكان عمدوا لهذه الشيطنة وايجاد الخلاف داخل البيت الشيعي، فما معنى ان يتصل بومبيو بعلاوي؟، ولماذا يفرض شروطا؟، ولماذا لايتضمن برنامج الحكومة اخراج القوات الامريكية من العراق؟".
وأوضح، ان "تشكيل حكومة شيعية صرفة ليست من مصلحة الشيعة، لذا لابد من ان تكون هناك حلول وسطية سواء كانت هذه الحلول ببقاء السيد محمد توفيق علاوي او الذهاب الى شخصية اخرى، اما الان وبهذا الوضع، اصبح التصويت على الحكومة شبه مستحيل".
وختم البياتي بالقول ان "التصريحات الاخيرة لبعض الزعماء السياسيين ربما عقدت المشهد السياسي اكثر، وربما ستساهم هذه التصريحات بعدم تمرير الحكومة"، معتبرا انه "اذا لم يتم تمرير حكومة السيد علاوي، ربما سيكون هنالك خيار الذهاب الى شخصية اخرى تستمر خلالها حكومة السيد عادل عبدالمهدي عرفا، رغم انه يريد التخلص من هذه الحكومة بأي شكل من الاشكال، لكن لابد ان يبقى حتى الوصول الى حل مقنع".