كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته المزعومة للسلام بين الفلسطينيين والصهاينة أمس الثلاثاء. هذه الخطة استأثرت باهتمام الصحف. صحيفة ذي جيروزاليم بوست الإسرائيلية نشرت على الغلاف صورتين للرئيس الأمريكي أثناء استقباله يوم أمس لكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومنافسه على رئاسة الحكومة بيني غانتس. كتبت الصحيفة ترامب يكشف عن صفقة القرن ورأت الصحيفة اليمينية أن خطة الرئيس الأميركي قد لا تحقق السلام لكنها قد تكون السبب في تحول كبير في المنطقة بإعطائها الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للمطالبة بالسيادة على الضفة الغربية المحتلة وممارستها لهذه السيادة. تشير الصحيفة إلى مخاوف الجانب الفلسطيني من قبول بعض الدول العربية لخطة ترامب.
صحيفة أراب نيوز السعودية نشرت على الغلاف تصريحات ووعود الرئيس الأمريكي. تصريحات وصف فيها الخطة بالتاريخية التي ستخدم الطرفين. يقول الرئيس الأمريكي إن الخطة سيقبلها الفلسطينيون في نهاية المطاف لأنها ستكون إيجابية بالنسبة إليهم كذلك، لتكشف الصحيفة بذلك عن موقف الرياض المؤيد للصفقة التي تحرم الفلسطينيين أدنى حقوقهم المشروعة في أراضيهم مقابل بعض الامتيازات الاقتصادية.
في الصحف العربية مقالات تنتقد الصمت العربي المتزامن مع إعلان الخطة الأميركية. في صحيفة الغد الأردنية مقال لصبري الربيحات يقول فيه إنه وباستثناء المواقف التي اتخذها الأردن عند إعلان ترامب القدس كعاصمة لإسرائيل ورفض السلطة الفلسطينية مقابلة نائب الرئيس الاميركي اثناء جولته بعد قرار نقل السفارة الاميركية إلى القدس. تتراوح المواقف العربية حيال ما يجري بين التواطؤ والصمت والرفض المنضبط.
حزب الله: إنها "صفقة العار"
من جانبه أدان حزب الله لبنان بشدة الصفقة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية "صفقة ترامب" واصفا إياها بـ"صفقة العار"، وقال إن هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانيةً في هذه المؤامرة.
وفي بيان أصدره بهذا الشأن أكد حزب الله أن: شعوب أمتنا المؤمنة لن تغفر أبداً لأولئك الحكّام الذين فرّطوا بتاريخٍ طويل من الشهداء والمعاناة ومقاومة الإحتلال على حساب الحق والكرامة.
وشدد حزب الله على أن هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانيةً في هذه المؤامرة.
وقال البيان إن: صفقة العار خطوة خطيرة للغاية سيكون لها إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها.
وعبر حزب الله عن إدانته ورفضه الشديد لـ"صفقة العار" التي أطلقتها إدارة ترامب على حساب الفلسطينيين.
الفلسطينييون هنود حمر في "صفقة ترامب"
في قناة العالم ورد مقال جاء فيه: يبدو ان الرئيس الاميركي معجب جدا بأجداده الذين ارتكبوا المجازر بحق اصحاب البلاد من الهنود الحمر وابادوهم فلم يبقى لهم ذكرا ، واليوم وفق صفقة الرجل التي اعلن بنودها يسعى الى استعادة تاريخ اجداده الاسود ليسحبه على الفلسطينيين ويمنح اصدقاءه الاسرائيليين حقا على حساب اصحاب الحق.
بنود الصفقة اقل ما يقال فيها انها تقذف بالفلسطينيين الى معازل وكنتونات متناثرة وعليهم ان يشكروا الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال ان تركوا لهم بيوتهم وتجمعاتهم السكانية التي ستكون مستباحة للامن الاسرائيلي في كل وقت ليمارس هوايته باعتقال الفلسطينيين وملاحقتهم واغتيالهم ان لزم الامر، هذا ما يفهم من تاكيد ترامب في مبادرته على ضمان امن الاحتلال بالشكل الذي يراه الاحتلال مناسبا.
ترامب تعامل مع الفلسطينيين بلغة (البزنس) التي تعامل بها في السابق مع العرب في سلب اموالهم مقابل الدفاع عنهم، ترامب وعد الفلسطينيين بحياة افضل واستثمارات جديدة وفرص عمل ومليارات من الدولارات سيدفعها العرب ، خطورة الطرح الامريكي هذا يكمن في محاولة اعتناق سياسة شراء الذمم للوصول الى انهاء فكرة الدولة الفلسطينية.
المتابع لبنود صفقة ترامب يستطيع ان يقرأ بين السطور رسائل الترغيب والترهيب والاهم رسائل زيادة الخلاف بين الفلسطينيين، ففكرة نزع سلاح المقاومة التي طرحها ترامب والتي افترض انها ستأتي بعد موافقة السلطة او منظمة التحرير على صفقته يعني ان على من سيوقع على صفقته ان يكون مستعدا للمشاركة في حرب مع المقاومة لعلمه المسبق وعلم كيان الاحتلال ان المقاومة لا يمكن ان تسلم سلاحها تحت اي ظرف من الظروف.
الملاحظ في بنود الصفقة انها لم تأت على ذكر القضية الاهم في القضية الفلسطينية الا وهي قضية اللاجئين الذين هجروا من بيوتهم في العام ١٩٤٨ ونصت كافة القًرارات الدولية على اعادتهم الى بيوتهم التي هجروا منها وتعويضهم عن سنوات اللجوء، وبعيدا عن بنود الصفقة وتفصيلاتها التي تصل الى ثمانين صفحة فانها شطبت ثوابت الفلسطينيين، فالقدس العاصمة زحفت لتصل الى ابو ديس و الحدود تقلصت وصارت الاراضي الفلسطينية تحدها دويلة الاحتلال من كافة الجهات وقضية اللاجئين لم يعد لها ذكرا.
وفي صحيفة الرأي الأردنية مقال لمحمد خروب يستغرب فيه ما سماه الصمت العربي المريب الذي يرقى إلى مرتبة التواطؤ من قبل حكومات ووسائل إعلام عربية.
في صحيفة الرأي الأردنية رسم لناصر الجعفري يظهر فيه الرئيس الأمريكي وهو يكتب خطته بعود ثقاب.. في إشارة إلى مخاطر هذه الخطة على الشرق الأوسط.
رسم آخر يعكس رفض صفقة القرن كما يقترحها الرئيس الأمريكي. جاءت على صفحات صحيفة القدس العربي، ورسم يوضح تهميش بل سحق الجانب الفلسطيني ومطالبه أثناء صياغة وإعلان هذه الخطة. الرسم لعماد حجاج وتنشره صحيفة العربي الجديد.
وسلط الاعلام السوري على حالة الصمت والتأييد العربي لصفقة ترامب، ناقلا التنديدات الفلسطينية بالصفقة.
سعوديون ضد التطبيع يكشفون ماذا ينتظر الدول المطبعة؟
في تغريدة على حساب "سعوديون ضد التطبيع" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كشف الحساب عما ينتظر الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني من مصير مشؤوم.
وقال احد كتاب الحساب وهو الدكتور احمد راشد بان فلسطين لن تخسر ولو تخلت عنها حكومة أي بلد عربي أو مسلم لأنها قضية أمة.
وقال راشد بان الدولة التي تتخلى عن فلسطين ستخسر كل شيء واضاف : انها ستخسر من رصيدها الأخلاقي إلى صورتها الذهنية ومكانتها السياسية، مستشهدا بحديث نبوي شريف "لا يضرهم من خذلهم" مؤكدا ان فلسطين سفينة في بحر ذي موج، من استقلّها نجا ومن تخلّف عنها غرق.
وعن انحياز المجتمع الدولي لإسرائيل والسكوت عن هضم الحقوق الفلسطينية في بنود الصفقة، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان "خطة ترمب لصالح الأهداف الإسرائيلية" تقول إن "المسؤولين الذين اطلعوا على صفقة القرن قالوا إن الخطة كانت منحازة لصالح إسرائيل في العديد من القضايا المهمة، بما في ذلك السيادة الإسرائيلية على القدس والمناطق التي يرى الفلسطينيون أنها جزء من عاصمة المستقبل للدولة الفلسطينية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين كشفوا مسألة نقل بعض أحياء القدس الشرقية إلى السيطرة الفلسطينية، ضمن الصفقة.
وضعت خطة ترمب مخططاً مفصلاً في أكثر من 50 صفحة حددت أفكار إدارته حول كيفية حل القضايا الأساسية المتعلقة بالحدود والأمن والقدس التي أفسدت المفاوضات لعقود من الزمن
وليس مستغرباً الانحياز الدولي لصالح الاحتلال الإسرائيلي في الصفقة، فقد سبق ومهدت الإدارة الأميركية للصفقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن إدارة ترمب لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، وهو الأمر الذي تسبب بضجة كبيرة هدأت فيما بعد، وهو ما يثير تساؤلات فيما إذا كان الفلسطينيون سيكتفون بالتصريحات النارية والهبات الشعبية التي تنطفئ بعد أيام، والغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مراسل القناة 13 الإسرائيلية في واشنطن، إن مسؤولين عرباً أبلغوه بدعم دول عربية للصفقة، مثل السعودية وعمان وقطر والبحرين والإمارات، متوقعاً عدم معارضة تلك الدول لها، ومعتبرة إياها بداية طيبة.
وأضاف بن رافيد، "أكد مسؤول خليجي أنه على الرغم من الدعم المتوقع من جانب الدول الخليجية، فإنه في حال سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية بصورة فورية، فإنهم قد يضطرون لتجاهل الصفقة".
من جانبها، كشفت صحيفة "إندبندنت عربية"، أن الخطة "ستتضمن تعديلات وملاحظات جوهرية اقترحتها القاهرة وعواصم عربية أخرى على صيغتها الأساسية لتأخذ في الحسبان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، لجعلها قابلة للتطبيق على الأرض، باعتبار أن صيغتها الأولى من الصعب التوسط بها لدى الأطراف الفلسطينية لقبولها، لا سيما أنها لم تحافظ على الحدود الدُّنيا لحقوقهم".
وعن التعديلات التي طلبتها عواصم عربية، ذكر مصدر رسمي مصري أن"الخطة تُطالب الفلسطينيين بتقديم تنازلات مُجحفة لمصلحة إسرائيل، وما تطرحه من بدائل وخيارات اقتصادية لن تقود في النهاية إلى إرضاء الفلسطينيين وتحفيزهم على الدخول في مفاوضات سلام على أساس المسعى الاميركي".
وكشف مصدر رسمي آخر للصحيفة عن طلب العواصم العربية التي لم يكشف عن اسمها، تعديلات وإبدائها ملاحظات، فيما لمحت عواصم عربية باستعدادها لدعم الخطة والضغط على السلطة الفلسطينية لقبولها.
في السياق ذاته، طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة السفراء العرب والمسلمين الذين وجهت لهم دعوات لحضور إعلان صفقة القرن بعدم المشاركة.