إلى جانب عرض المعدات والتجهيزات الدفاعية، شهدت المناورة الكبرى توزيع 110 آلاف حزمة معيشية و670 طقماً لتجهيز العرائس، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المستلزمات الدراسية. تم جمع هذه المساعدات من قبل المتبرعين، أهل الخير، وقواعد المقاومة التابعة التعبئة، حيث تُوزع على الأسر المحتاجة والمُعَزّزة في طهران.
تستهدف المناورة إستعراض جاهزية قوات التعبئة الشاملة لمواجهة أيّ تهديد محتمل، وتسليط الضوء على مستوى استعدادهم، وتنظيمهم، ومهاراتهم المهنية في مجالات الإنقاذ، الدفاع عن الأحياء، ومكافحة العمليات الإرهابية.
خلال المناورة، سار المشاركون من ثلاث نقاط في منطقة طهران بارس وصولاً إلى ميدان ولي عصر (عج) مع الحفاظ على انسجامهم التنظيمي، معلنين جاهزيتهم لتنفيذ أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وصرّح العميد حسن حسن زاده، قائد فيلق طهران الكبرى، أن هذه المناورة تعتبر ثقافية وعسكرية في آن واحد، وتحمل عدة رسائل؛ أولاً: إعلان الجاهزية الشاملة للتعبئة للتصدّي لأيّ تهديد، وثانياً: إيصال رسالة إلى أعداء الثورة الإسلامية بأن الشعب الإيراني ما زال متواجداً في الساحة، وأن أبناءه مستعدون للتضحية بأرواحهم دفاعاً عن هذا الوطن، وأكد أن تنظيم مناورة "السائرون إلى القدس" يحمل رسالة أخرى لأعداء الثورة، وهي إدراك قوة وحماس الشعب الإيراني، حضور الشباب واليافعين في هذه المناورة هو تعبير عن استعدادهم وقدرتهم على الظهور في مختلف الميادين.
الى ذلك، صرّح اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، خلال مراسم أُقيمت في مدينة "آبادان" على اعتاب انطلاق المسيرات ، بأن إيران لا تسعى لجعل أي دولة أو أرض أخرى ساحة لمعركتها، مشيراً إلى أن إيران تمتلك من العظمة والقوة ما يمكنها من الردّ والدفاع من داخل أراضيها.
وأردف اللواء سلامي: "خلال بث مباشر ضمن تنفيذ الوعد الصادق، عرضنا بفخر قوة إيران واقتدارها، في ذلك الوقت كانت سوريا جزءاً من محور المقاومة، وكنا متواجدين هناك، لكن سياسة النظام كانت أن تتصرف كل دولة بناءً على مصالحها واعتباراتها الخاصة".
وأكد أن إيران، كدولة رسمية قوية وذات مصداقية، تتعامل مع أعدائها بناءً على قدراتها الذاتية، مذكّراً بأنه عندما استشهد الجنرال قاسم سليماني، استهدفت إيران قاعدة أمريكية بشكل مباشر من أراضيها وأعلنت ذلك بصراحة.
وفي حديثه عن الكيان الصهيوني، تساءل اللواء سلامي: "هل الصهاينة اليوم أكثر أمناً مما كانت عليه قبل عام ونصف؟ هل أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل عام؟ وهل اقتصادها أكثر ازدهاراً؟".