نورنيوز- زعمت وسائل إعلام أمريكية في الأيام الأخيرة أن الصين قدمت أسلحتها العسكرية لجماعة أنصار الله في اليمن، وتزعم هذه التقارير أن هذه المساعدات ستمكن المقاومة اليمنية (أنصار الله) من إنتاج صواريخ كروز لاستهداف دول الخليج الفارسي، لكن الحقائق مغايرة لما تدعيه واشنطن.
انتهجت الصين دائما في سياستها الخارجية الحياد والدبلوماسية الاقتصادية، حيث حاولت هذه الدولة خلق توازن بين مختلف الدول بما في ذلك الكيان الصهيوني والدول العربية وإيران، وعلى النقيض من الولايات المتحدة، نادراً ما تنخرط بكين في صراعات عسكرية، وقد اتبعت هذا النهج حتى في غرب آسيا، ولذلك، فإن إطلاق مثل هذه الادعاءات التي تؤكد على الدور العسكري للصين في اليمن يتناقض مع سياسات بكين التقليدية.
*مزاعم متكررة وغير موثقة
كانت قد أطلقت أمريكا في السابق ادعاءات مماثلة بشأن دعم إيران وروسيا لليمن، وغالباً ما يتم إثارة هذه الاتهامات دون تقديم أدلة موثقة، وتهدف في الغالب إلى تبرير الأعمال العسكرية التي تقوم بها أمريكا وحلفاؤها ضد اليمن أو حتى نزع الشرعية عن أنصار الله. في غضون ذلك، أظهرت مقاومة اليمنيين وردهم على الهجمات الخارجية صورة للمكانة والهيمنة، والتي، بسبب تأثيرها الخطير على المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة لم يكن وقعها بسيطا على الولايات المتحدة والدول الغربية والكيان الصهيوني.
حيث تسعى واشنطن لتحقيق أهداف محددة بمثل هذه الادعاءات، أولاً، هذه الادعاءات هي أداة لتحويل الرأي العام عن فشل هذا البلد في كبح جماح المقاومة اليمنية، ثانياً، توفر هذه الإدعاءات الإخبارية الأرضية اللازمة لزيادة الضغط على الصين، بما يتماشى مع تصاعد الحرب الاقتصادية والجيوسياسية بين البلدين.
علاوة على ذلك، تحاول الولايات المتحدة تدمير علاقات الصين الإستراتيجية مع الدول العربية في الخليج الفارسي، والتي تعتبر تهديدًا خطيرًا للمصالح السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، من خلال إطلاق مثل هذه الادعاءات.
*اليمن؛ رمز المقاومة للضغوط الخارجية
رغم جميع المزاعم والتحركات العسكرية ضد اليمن، فقد استمر هذا البلد في دعم قضية فلسطين والتصدي بشجاعة لعدوان الكيان الصهيوني، حيث إن مقاومة الشعب اليمني للعقوبات والهجمات تظهر إرادة ثابتة للحفاظ على الاستقلال والمبادئ الإنسانية.
ومن الواضح جدًا أن هزيمة الإستراتيجية الأمريكية والغربية في المنطقة من قبل دولة فقيرة كانت هدفًا للعدوان العسكري من قبل الدول الغربية وجيرانها لسنوات وتحملت عقوبات قاسية كان أمرًا صعبًا للغاية وأصبحت هزيمة لتلك الدول المعتدية.
وكما أظهروا حتى الآن، فإن اليمنيين ما زالوا صامدين في طريقهم، وسيواصلون لعب دور حاسم في المعادلات الإقليمية.