تسعى هيئة تحرير الشام الإرهابية، من خلال محاولتها تغيير وجهها وتبني مواقف سياسية وتصريحات مناهضة لإيران، تقديم صورة مغايرة، المزاعم تأتي في حين أن الوجود الاستشاري الإيراني لعب دورًا رئيسيًا في هزيمة داعش والنصرة واستعادة الأمن في سوريا.
الهدف من هذه الدعاية هو تدمير دور إيران في محور المقاومة وإخفاء جرائم هذه الجماعة في سوريا، حيث تسعى تحرير الشام لإخفاء طبيعتها الإرهابية من خلال تغيير مظهرها وخطابها السياسي.
*ادعاءات هيئة تحرير الشام المناهضة لإيران
اتهم وزير خارجية الحكومة السورية المؤقتة إيران بإثارة الفوضى في سوريا بادعاءات كاذبة واستدعاء "السيادة الوطنية" لبلاده. وذلك على الرغم من أن وجود مستشاري إيران في سوريا لعب دوراً حيوياً في هزيمة الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة، وما يعرف اليوم بالسيادة الوطنية هو نتيجة تعاون إيران ودعمها ودعمها. للحكومة السورية في الحرب على الإرهاب. وتشير الأدلة إلى أنه لولا تصرفات جبهة المقاومة التي تقودها إيران لكان هؤلاء الإرهابيون قد عرضوا أمن المنطقة وحتى أوروبا للخطر.
*محاولة إخفاء الجرائم الإرهابية
إن ادعاءات هيئة تحرير الشام الأخيرة ووسائل الإعلام المتحالفة معها هي قبل كل شيء محاولة لصرف الرأي العام عن الطبيعة الإرهابية وجرائم هذه الجماعة في سوريا، والتي لا تزال راسخة في ذاكرة شعوب المنطقة. والغرض من هذه الحرب الدعائية هو إضعاف دور إيران في دعم محور المقاومة ومحاربة الاحتلال والإرهاب.
تغيير المظهر، تغيير الطبيعة؟
ويحاول قادة في هيئة تحرير الشام، ومن بينهم الجولاني، إظهار وجه جديد من خلال تغيير ملابسهم واستخدام الأدبيات السياسية. لكن هذه التغيرات الظاهرة لا تغير من طبيعة الإرهاب واعتماده على بعض القوى الأجنبية. وحتى الغرب الذي يعتبر هذه الجماعة أداة لتحقيق أهدافه في سوريا، أبقى عليها في قائمة الجماعات الإرهابية.
حقيقة أن الغرب قد حدد مكافآت بالملايين لقادة هيئة تحرير الشام تظهر التناقض في سياساتهم. ومن هذا المنطلق فإن كلام وزير خارجية هيئة تحرير الشام، وليس موقفاً دبلوماسياً لممثل دولة ما، هو تهديد واضح من جماعة إرهابية ضد دولة مستقلة.
*تجاهل الاحتلال الحقيقي
وبينما احتلت إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة أجزاء من سوريا، فإن هيئة تحرير الشام، بدلاً من التصدي لهذه الاعتداءات الواضحة، تقدم ادعاءات كاذبة ضد إيران. وما هذا السلوك إلا مرافقة للمحتلين وإضعاف وحدة سوريا.
ويصبح هذا التناقض أكثر وضوحًا عندما تقوم حكومة هيئة تحرير الشام المؤقتة بنقل السكان وتغيير التركيبة العرقية في مناطق مختلفة من سوريا، وهو السلوك الذي يظهر طبيعتها الاحتكارية وغير الشعبية.
الغرب ومصير الجماعات الإرهابية
لقد أظهر التاريخ أن الغرب يدعم الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وتحرير الشام فقط طالما أن مصالحه آمنة. وتصبح هذه المجموعات ضحايا للسياسات الغربية بعد انتهاء صلاحيتها. وترسم الأمثلة التاريخية لمعاملة أمريكا لتنظيم داعش في العراق وتنظيم القاعدة في أفغانستان مستقبلا مماثلا لهيئة تحرير الشام.
إن أميركا لن تنظر أبداً إلى مثل هذه الجماعات، التي من المرجح دائماً أن تتحول إلى معتقدات متطرفة، كشركاء أو حتى متعاونين، ولكنها ستستخدم قدرة هذه الجماعات من وجهة نظر مفيدة بحتة، وسوف تضحي بهم في نهاية المطاف من أجل أهدافها.
ما تقترحه هيئة تحرير الشام اليوم كحكام جدد لسوريا هو أكثر من مجرد إشارة قومية أو جهد لتحقيق الاستقرار، بل يكشف جوانب أخرى من رقصتهم اللطيفة لأمريكا والكيان الصهيوني. وهذه الإجراءات ستكلفهم تكاليف باهظة، لأن الشعب السوري أظهر مراراً وتكراراً أنه سيقف في وجه الغزاة والمرتهنين للأجانب.
وجبهة المقاومة، رغم هذه الجهود، لن تتراجع عن مواقعها فحسب، بل ستعزز دورها في مواجهة الاحتلال والإرهاب من خلال توحيد شعوب المنطقة. إن مصير المنطقة لن تحدده الجماعات الإرهابية وداعموها الغربيون، بل الدول المحبة للحرية والمقاومة الشعبية.