نورنيوز- الكيان الصهيوني الذي يواجه هذه الأيام فضيحة قتل أسرى فلسطينيين مثل الأسير الشهيد خضر عدنان، خلال اعتداءات على أماكن في قطاع غزة من بينها رفح وخان يونس ومدينة غزة، إغتال ثلاثة من كبار القادة الميدانيين لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي.
وأعلنت سرايا القدس في بيان حول استشهاد القادة الميدانيين، وقد أطلق الصهاينة على هذه العملية اسم "درع وسهم" وفي الوقت نفسه وردت أنباء عن جولة جديدة من الغارات الجوية الصهيونية على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وذكر جيش العدو أن سلاح الجو لهذا الكيان قصف أهدافا لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وقال: "سنهاجم جميع مواقع حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
بينما كانت مصادر إعلامية فلسطينية تتحدث عن تجدد هجوم القوات الصهيونية على الجزء القديم من مدينة نابلس، وأعلن الكيان الصهيوني يوم الاثنين أن الجيش سيجري تدريبات عسكرية في شمال الأراضي المحتلة وعلى الحدود مع لبنان ابتداء من الثلاثاء.
إن إلقاء نظرة على الوضع الداخلي للأراضي المحتلة يظهر أن الجو الاجتماعي لهذا الكيان لا يزال يتأثر بالاحتجاجات الواسعة لسكان الأراضي المحتلة، كما أن خطوط الهجرة العكسية للمواطنين الصهاينة إلى دول أخرى باتت تتزايد بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك فإن الخلافات الداخلية المتصاعدة بين الجماعات المتطرفة التي هي أعضاء في حكومة ائتلاف نتنياهو والزيادة القوية في الضغط عليه لشن هجوم واسع النطاق على الضفة الغربية هي أيضا عوامل أخرى يمكن اعتبارها أحد أبرز أسباب الجريمة الأخيرة للحكومة الصهيونية في مهاجمة غزة بهدف تخفيف ضغط المتطرفين في الداخل الصهيوني.
على الجانب الآخر؛ تواجه تل أبيب هذه الأيام مطلبا عالميًا لمعاقبة هذا الكيان باعتباره مخالفًا للقوانين الدولية بشأن الأسرى الفلسطينيين، والذي بدأ بعد استشهاد الأسير الفلسطيني خضر عدنان بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام.
بالنظر إلى هذه الشروط، يمكن القول إن قادة الكيان الصهيوني في سيناريو متكرر مع الهجوم على غزة وقتل الناس واغتيال قادة المقاومة من أجل إظهار قوتهم الدعائية مع التركيز على التقليل من ضغوط الداخل لا سيما الاحتجاجات المتواصلة وذلك بهدف الحيلولة دون الانهيار السياسي للحكومة وبالتأكيد التستر على الأزمات والعزلة العالمية لهذا الكيان.
وما يؤكد بؤس الصهاينة وضعفهم ما ذكرته القناة 12 التليفزيونية التابعة لهذا الكيان، حيث أعلنت عن اتصال هاتفي من سلطات تل أبيب والقاهرة واليونيفيل لمنع أي هجوم محتمل من قبل فصائل المقاومة.
كما يكشف تناسق هذه الاعتداءات مع العمل الواقعي والمتسق لجامعة الدول العربية، والذي عاد بعد 12 عاما على الرغم من الضغط والمعارضة العلنية للولايات المتحدة في اجتماع الأحد، وأعاد العلاقات الشاملة مع سوريا كواحدة من الدول الرئيسية في جبهة القتال ضد الكيان الصهيوني. حيث أعلن القرار أن تكون الحكومة السورية في اجتماعات جامعة الدول العربية المقبلة حاضرةوالدول العربية مع دعمها وحدة أراضي سوريا، ستساعد النظام الحاكم على إعادة الإعمار واستكمال عملية محاربة الإرهاب.
ويشكل عقد اجتماع لوزراء خارجية إيران وروسيا وسوريا وتركيا في موسكو لحل الخلافات بين أنقرة ودمشق كرمز لزيادة القوة الإقليمية لحل مشاكلها دون تدخل الغرب، وهو ما يعطي بُعدا آخر للفشل الغربي في تلميع صورة الصهاينة ومقاطعة المقاومة.
غضب وخوف الولايات المتحدة والصهاينة من تغيير نهج جامعة الدول العربية تجاه سوريا ودعمها لفلسطين، وكذلك خوفهم من لقاء موسكو الرباعي، دفع العديد من المسؤوليين الأمريكيين من قبيل "جيك سوليفان" مستشار الأمن القومي الأمريكي لزيارة المنطقة بزعم متابعة عملية التطبيع.
ومن غير المستبعد وجود تدبير منسق بشأن غزو الجيش الصهيوني لغزة بالتزامن مع زيارة "سوليفان" كعمل منسق بين واشنطن وتل أبيب للضغط على الدول العربية للموافقة بقوة على تسوية مع الكيان الصهيوني.
القناة السابعة التابعة للكيان الصهيوني أكدت أنه قبل الهجمات على قطاع غزة صباح الثلاثاء، توصل "إيلي كوهين" و "أنتوني بلينكين" إلى اتفاق بشأن ما يسمى بعمليات "درع وسهم".
على هذا النحو إن اجتياح الجيش الصهيوني لغزة ليس عملاً من أعمال القوة، بل نتيجة ضعف الكيان وتكثّف أزماته الشديدة، ورد فعل فصائل المقاومة والإدانة العالمية لهذا العدوان، رغم صمت مؤسسات حقوق الإنسان الدولية إلاّ أن مآل هذا السيناريو الفشل دون أدنى شك.